اعتبر سعد بنمبارك، رئيس مجلس عمالة الرباط، حصيلة عمل ولايته منذ التعيين في أكتوبر 2015 إيجابية، مشددا في الوقت ذاته على أهمية فعاليات المجتمع المدني، باعتبارها "شريكا يتمتع بمكانة متميزة في اتخاذ القرار وبلورة المشاريع التنموية". بنمبارك، وأثناء عرضه حصيلة المجلس في ندوة صحافية نظمت اليوم الأربعاء في العاصمة، قال إن الولاية الانتدابية الحالية تتميز عن سابقاتها بكونها تعرف دخول قانون تنظيمي جديد حيز التنفيذ، "أعطى للمجلس اختصاصات جديدة وخول الإمارة بالصرف لرئيس المجلس واختصاصات أخرى تروم على وجه الخصوص التنمية الاجتماعية ومحاربة الهشاشة والفقر". وعن الحصيلة، أورد المتحدث أن أشغال مجلس العمالة انكبت على دراسة المشاكل التي تعيشها العاصمة، خاصة الفئة الفقيرة والتي تعرف الهشاشة، وزاد: "لقد عمل جميع الأعضاء، أغلبية ومعارضة، في انسجام وبروح التفاني والإخلاص والانفتاح وعدم الإقصاء، لخدمة مصالح الساكنة والنهوض بالمدينة". إلى جانب ذلك، وبخصوص برنامج تنمية عمالة الرباط، وصف بنمبارك الأخير بخارطة الطريق الجديدة "لإنعاش المجال الترابي للعاصمة"؛ على أنه "نتاج إرادة مشتركة وتعاون وثيق بين مختلف الفاعلين، من نخب سياسية ومجتمع مدني ومؤسسات الدولة"، مضيفا أن المشروع يروم "الحد من الفقر والتهميش وتبني نهج التكامل بين الإجراءات وفرصة لممارسة تسييرية ترابية مبتكرة يجب إدراجها في السياسات العمومية وإستراتيجيات التنمية البشرية". المجتمع المدني ودوره كان حاضرا في حديث رئيس مجلس عمالة الرباط، الذي أكد أن هناك تثمينا لعمل الجمعيات وإشراكها في أطار تمثيلية متوازنة تضم مختلف الفئات الاجتماعية، مذكرا في هذا السياق باللقاء التشاوري الذي عقد في دجنبر الماضي، ومشيرا في الوقت ذاته إلى تفعيل آلية الحوار عبر الهيئة الاستشارية المكلفة بتفعيل مبادئ المساواة وتكافؤ الفرص ومقاربة النوع، إلى جانب تأمين مشاركة واسعة للشباب والنساء ورجال الأعمال وشخصيات علمية وفكرية وثقافية وحقوقية. ويهم برنامج تنمية العمالة، للفترة 2016-2021، عددا من المشاريع تهدف، وفقا لسعد بنمبارك، إلى "مواجهة التحديات وكسب رهانات التنمية بالعاصمة عبر إنعاش الاقتصاد وتقليص الفوارق الاجتماعية ودعم المرافق الرياضية والثقافية وتنمية المؤهلات السياحية ودعم التكوين وتشغيل الشباب والاهتمام بالمرأة والطفل وفئة المسنين". وشدد المسؤول ذاته على أن تمويل المشروع عرف توقيع اتفاقيات مع شركاء، منهم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ومجالس ترابية ووزارات ومؤسسات حكومية، وأيضا من خلال التعاون الدولي "للاستفادة من تجارب الدول الأجنبية في تدبير الشأن المحلي"؛ فيما أورد أن المجلس قام بإحداث شركة للتنمية تحت اسم "الرباط للتنمية والتنشيط"، يقول إن هدفها هو "تدبير التجهيزات السوسيو ثقافية والرياضية المحدثة بالعمالة، وتلك التي في طور الإحداث". وفيما قال المتحدث إن برنامج "تنمية العمالة" بالرباط رائد على المستوى الوطني في وضعه والمصادقة عليه والاعتماد فيه على المقاربة التشاركية، أورد أن المجلس يساهم في عديد من المشاريع التي تنجز على أكثر من صعيد، خاصة تلك المسطرة في سياق برنامج "الرباط مدينة الأنوار عاصمة المغرب الثقافية"، والذي يعد برنامجا مندمجا لتنمية الرباط ويمتد للفترة 2014-2018.