يَعيش نادي المغرب التطواني، منذ أشهر، على إيقاع الهزّات، سواء على مستوى الاستقرار التقني أو النتائج؛ وهو ما جعل جماهير النادي والمتتبّعين يدقّون ناقوس الخطر وينظرون بانكسار أجنحة الحمامة التي تغنّى المراقبون والأنصار بكرتها الجميلة وأسلوبها الحديث، إلى وقت قريب. ويعاني المغرب التطواني في صمت مسؤوليه، على مختلف المستويات، وخصوصا التقني منها، إذ تعاقد مكتب عبد المالك أبرون إلى حدود الجولة السابعة مع ثلاثة مدربين منذ مرحلة التحضير للموسم الكروي الحالي، بدايةً من فؤاد الصحابي الذي خاض مباراتين رسميتين فقط مع النادي، مرورا بالجزائري عبد الحق بنشيخة، ووصولا إلى يوسف فرتوت الذي وقّع عقد إشرافه على الإدارة الفنية للفريق التطواني أول أمس الأحد. وأثارت طريقة تدبير المكتب المسيّر للمغرب التطواني لمسألة الاستقرار التقني، بتغييره أكثر من مدرّب في ظرف 4 أشهر، جدلا واسعا، سواء في أوساط المراقبين، وحتى الجماهير التي أعلنت في غير ما مرّة عن رفضها سياسة مكتب أبرون، واعتبار المشكل الأساسي للنادي تسييريا أكثر منه تقنيا. ولم يحقّق المغرب التطواني خلال الموسم الكروي الحالي سوى نقطة وحيدة في منافسة البطولة "برو" من أصل 7 مباريات خاضها، فيما خرج من الدور الأوّل من منافسات كأس العرش لهذا الموسم على يد جمعية سلا، في واحدة من أسوأ انطلاقاته منذ سنوات. ومعروف أن المغرب التطواني فَقَدَ الكثير من مقوّماته مقارنةً بالسنتين اللتين سبقتا مشاركة الفريق في كأس العالم للأندية عام 2014، عندما كاد المتتبّعون يجزمون بكون المغرب التطواني قد ثبّت أقدامه في مملكة "الكبار" وبات من القوى التي لن تقهر بسهولة محليا، قبل أن تنكسر أجنحة الحمامة بفعل عاصفة المشاكل التسييرية وكذا المالية، التي أدت بالفريق بعيدا عن الصورة التي رسمها له عشاقه قبل سنوات. ولعل أكثر ما يحز في نفوس الجماهير التطوانية هو الطريقة التي فقد بها الفريق مقوّماته، بسبب ما اعتبرته تقصيرا وسوء تدبير من لدن المكتب المسيرّ للنادي، برئاسة عبد المالك أبرون، عندما سرّح في موسم ما بعد "الموندياليتو" ركائز الفريق، من قبيل مرتضى فال ومحسن ياجور وأحمد جحوح، دون تعويضهم بأسماء ترقى إلى التطلّعات لتبدأ بذلك ملامح الأزمة تتشكّل بمتخبطات "المركاتو" الذي اعتبرته مجموعات "الفوندو نورطي" فرصةً لتمرير الصفقات بتغليب المصالح الشخصية للمكتب المسيّر مقابل تغييب مصلحة الفريق. واندلعت أزمة ثقة بين جماهير المغرب التطواني والمكتب المسيرّ برئاسة عبد المالك أبرون، بفعل هفوات هذا الأخير التي لم تشفعها الأنصار؛ وهو ما جعل من مسألة اندمال جرح الحمامة عسيرا بفعل سياسة شد الحبل بين الأطراف المتداخلة. الجمهور التطواني، الذي يكيل اللوم لمكتب أبرون ويحمّله مسؤولية كبوات الفريق، دفع الرئيس في غير ما مرّة إلى تبني سياسة الهجوم المضاد معتبرا في تصريح سابق ل"هسبورت" أن الجمهور المغربي لا يساعد المسؤولين في تطوير الأندية، مردفا "للأسف، الجمهور المغربي هو جمهور نتائج، ليس لدينا ثقافة تشجيع الفريق ومؤازرته في شتى الظروف فائزا، أو خاسرا". * لمزيد من أخبار الرياضة والرياضيين زوروا Hesport.Com