يعاني عدد من المرضى، الذين يقصدون المستشفى الإقليمي بزاكورة، خصوصا من هم في حاجة إلى إجراء عملية جراحية، معاناة خطيرة، بسبب غياب مصلحتي الإنعاش والتخدير بالمستشفى المذكور، مما يجعلهم يضطرون إلى التوجه إلى المركز الاستشفائي الإقليمي سيدي حساين بناصر بورزازات. وعبر عدد من المرضى وعائلاتهم عن استيائهم من غياب الإنعاش والتخدير بالمستشفى الإقليمي لزاكورة، مؤكدين أن "المرضى، خصوصا من هم في حاجة إلى إجراء عمليات جراحية، هم الأكثر تضررا نظرا إلى كونهم يضطرون إلى التنقل عبر سيارات الإسعاف من زاكورة إلى ورزازات". وتساءلوا "عن جدوى بناء المستشفى الإقليمي دون توفير الإنعاش والتخدير لإنقاذ أرواح المرضى؟". واتهمت سعاد تصرميط، وهي فاعلة حقوقية، وزارة الصحة وكذا المندوبية الإقليمية بزاكورة والمديرية الجهوية بالرشيدية بغياب الإرادة السياسية لديها من أجل تجهيز المستشفى الإقليمي لزاكورة بجميع التجهيزات والأطر الطبية والشبه طبية، وجميع التخصصات، لتقريب الخدمات الطبية من الساكنة، وتخفيف عبء التنقل عنها إلى المستشفيات الإقليمية المجاورة. وأضافت الحقوقية ذاتها، في اتصال هاتفي بجريدة هسبريس الالكترونية، أن المنطقة تعاني ركودا خطيرا في جميع المستويات، موضحة أن "الوضع الصحي بزاكورة يدعو إلى القلق ولا يبشر بالخير، خصوصا أن أغلب المراكز الصحية والمستشفى الإقليمي لا تتوفر على أطر طبية وتجهيزات كفيلة بتقديم العلاجات الضرورية للمتوافدين عليها. وقالت إن "غياب مصلحتي الإنعاش والتخدير بالمستشفى الإقليمي لزاكورة ما هو إلا دليل على تهميش وإهمال المنطقة ومحاولة تفقير ساكنتها". واختتمت حديثها بالقول إن "القطاع الصحي بزاكورة عرف تدهورا خطيرا في السنوات الأخيرة، ويجب أن يطال الزلزال الملكي بعض المسؤولين بالمندوبيات الإقليمية والمديرية الجهوية لتدارك ما يمكن تداركه قبل فوات الأوان". من جهته، كشف مصدر مسؤول، لم يرغب في الكشف عن هويته، أن غياب مصلحة الإنعاش والتخدير بإقليمي تنغير وزاكورة يتسبب في اكتظاظ مستعجلات المركز الاستشفائي سيدي حساين بناصر بورزازات، موضحا أن أزيد من 50 في المائة من أسرّة الإنعاش بمستشفى ورزازات يرقد عليها مرضى زاكورة وتنغير. وأضاف أن "على وزارة الصحة أن تخصص، بتنسيق مع السلطات الإقليمية والمجالس الإقليمية بزاكورة وتنغير، ميزانية لبناء مصلحتي الإنعاش والتخدير وتجهيزهما بأحدث التجهيزات لتقريب الخدمات الطبية من المرضى". وحاولت هسبريس الاتصال هاتفيا بالمندوب الإقليمي لوزارة الصحة بزاكورة، محمد الغفيري، من أجل معرفة رأيه في الموضوع، إلا أن هاتفه كان لا يجيب، لكنه رد على سؤال طرحته عليه هسبريس، عبر تقنية "الواتساب"، حول الأسباب الكامنة وراء غياب مصلحتي الإنعاش والتخدير بالمستشفى الإقليمي لزاكورة، إذ قال إن "ذلك يعود بالأساس إلى عدم وجود مقر خاص بالإنعاش والتخدير"، نظرا إلى أن "المستشفى المذكور تم تشييده بمواصفات مستشفى محلي"، يضيف الغفيري.