يشعر المسؤولون بمصالح عمالات الدارالبيضاء بالكثير من الإحراج بسبب تزايد عدد مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي لم تر النور، أو لم تجد طريقها إلى النجاح، لأسباب تتعلق بطريقة التسيير المعتمدة من طرف عدد من مسؤولي الجمعيات المستفيدة. وسجِّلت مجموعة من المشاريع الوهمية أو الفاشلة في عمالات آنفا وعين السبع والنواصر والحي الحسني، وهو ما اعتبره يوسف بوخشبة، رئيس جمعية مستقبل الدارالبيضاء، تهديدا مباشرا لمستقبل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. وقال بوخشبة في تصريح لهسبريس: "هناك مجموعة من المشاريع التي استفادت من تمويلات ضخمة تجاوزت قيمتها 400 مليون سنتيم ولم تجد طريقها إلى الوجود، أو توقفت بشكل نهائي". وأضاف: "ملايين الدراهم تصرف على مشاريع تتقدم بها منظمات المجتمع المدني أصبح مسيروها لا يفرقون بين مالهم الخاص والمال العام". واستطرد رئيس جمعية مستقبل الدارالبيضاء: "للأسف، رصدنا كنشطاء في المجتمع المدني بعض رؤساء الجمعيات الذين اغتنوا بشكل كبير من خلال استغلالهم للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية لجلب تمويلات لمشاريع لم تر النور، ومن ضمنها مشاريع تربوية واجتماعية". واعتبر بوخشبة أن غياب المراقبة الميدانية ساهم بشكل كبير في تفشي ظاهرة استغلال الأموال العمومية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، أو حصرها فقط في مراقبة الوثائق من طرف لجان الافتحاص، بل والاكتفاء بافتحاص مشروعين أو ثلاثة من أصل آلاف المشاريع التي استفاد أصحابها من تمويلات خيالية. ودعا رئيس جمعية مستقبل الدارالبيضاء إلى ضرورة "بعث لجان للافتحاص من وزارة الداخلية قصد فتح تحقيق في كافة المشاريع التي استفادت من تمويلات في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، خاصة التمويلات الضخمة والفلكية، والتدقيق في حقيقة فواتير الأشغال والتجهيزات، والضرب على يد المخالفين، سواء من الجمعيات أو كل من له علاقة بالموضوع وثبت تورطه في أي خروقات قانونية تهدد مستقبل الصيغة الحالية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية"، بحسب تعبيره.