قال جوسيبي سكونياميليو، مدير مجلة East West للدراسات الجيوسياسية، إن المغرب هو أحد أهم الدول التي يمكن الاعتماد عليها لضمان الاستقرار في المنطقة. وعلّل المتحدث، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، رأيه بأن المغرب دولة عريقة ولها تاريخ قديم، و"عرفت كيف تمزج بين مجموعة من الثقافات وخلقت استقرارا يعتمد على ملكية متنورة في هذه اللحظة. ومن هذا المنطلق، يمكن للمغرب أن يلعب دورا مهما لأمن المنطقة". وأضاف سكونياميليو وهو سفير إيطالي سابق: "لننظر إلى الخريطة، سنجد أن تونس تمر من مرحلة صعبة بعد الربيع العربي، وبالتالي هناك تحولات يجب أن نتابعها باهتمام؛ ولكن لا يمكن الاعتماد عليها. وليبيا وضعها غير مستقر وهناك حرب مدمرة. ومصر مرحلة الإخوان المسلمين كانت منهكة بالنسبة إلى الشعب المصري. أما الجزائر فليس لها أي طموح لتلعب أي دور في المتوسط، هي دائما حكومة منغلقة على ذاتها وتتحرك بمنطق سلطوي وبشكل تقريبا ديكتانوري؛ وبالتالي لا يمكن الاعتماد عليها كذلك". وأكد مدير مجلة East West أن المغرب بكل الصعوبات الممكنة يحاول أن يبني دولة مستقرة يمكن الاعتماد عليها، مشددا على أن "المغرب، في هذه اللحظة، هو الدولة الوحيدة التي استطاعت أن تبني استقرارا يجعلنا كأوروبيين نضعها في خانة الدول التي يمكن أن نتناقش معها بشكل هادئ". واعتبر سكونياميليو، في حديثه لهسبريس، أن الحكم الذاتي هو الحل الوحيد لنزاع الصحراء، و"ليست هناك حلول أخرى، لسبب بسيط؛ لأنه في زمننا، الذي نعيش فيه مشاكل مع العولمة والحكامة، لم يعد هناك مجال لخلق دويلات صغيرة وليس لها الإمكانات للاستمرار ولا أن تكون دولا متوازنة". واسترسل: "نحتاج إلى حكامة، والتي لا يمكن أن تتوفر في دويلة من حجم الصحراء الغربية لوحدها. الحل الوحيد هو الحكم الذاتي، مع الاهتمام بشؤون الأقليات ومتابعة خصوصياتها وإعطائها الإمكانات لإبرازها". وأشار سكونياميليو إلى أن إيطاليا استطاعت أن تجد حلا ل"Alto Adige"، التي هي منطقة تتكلم الألمانية، وبتوافق مع النمسا، "بعد عشرين سنة ارتكبت فيها أخطاء لكي نصل إلى صيغة تسمح لسكان المنطقة بأن يعيشوا ثقافتهم بشكل هادئ في إطار الدولة الإيطالية"، مشددا على أنه من غير المقبول أن تطلب كل المناطق التي لها دخل جيد الاستقلال "في زمن كل الدول التي تريد أن تتقوى تعمل على الاتحاد". وختم المتحدث تصريحه بالتأكيد على أن مشكل الانفصال وخلق دويلات صغيرة موجود حتى في أوروبا، مشددا على ضرورة إيجاد حلول مرتبطة باحترام الثقافات، مؤكدا أن الحكم الذاتي هو الحل الأنسب والأمثل لمثل هذه الحالات.