عجّل واقع التهميش الذي تعرفه جماعة حد بوموسى بإقليم الفقيه بن صالح بعقد لقاء موسع، الأربعاء، جمع ممثلي جمعيات المجتمع المدني برئاسة المجلس الجماعي وبعدد من المصالح المعنية. خلال اللقاء، ذكرت مختلف الفعاليات الجمعوية بواقع التهميش والإقصاء والحكرة الذي ينخر المنطقة، ورصدت العشرات من الإكراهات التي باتت تؤرق الساكنة؛ من ضمنها الصرف الصحي الصحة الرياضة، والتي كانت موضوع نقاش مفتوح مع الرئيس السابق المعزول بموجب القانون. وشدد الحبيب الصالحي، فاعل جمعوي، مدوّن نشيط، وعضو بجمعية النهضة الرياضية بحد بوموسى، على طبيعة الإشكالات التنموية التي تقف حجرة عثرة أمام تحقيق تنمية مستدامة، ذاكرا أن مطالب المجتمع المدني لم تلق بعد كل الاهتمام من المجلس الجماعي على الرغم من التفاعل الحاصل مؤخرا على مستوى آليات الحوار والتداول في قضايا الساكنة. وأوضح الصالحي أن مطلب الصرف الصحي لا يعني الفعاليات الجمعوية وحدها، إنما ساكنة المركز ككل، واصفا المجهودات المبذولة في هذا الإطار بالضعيفة، بدليل أن الملف ظل يراوح مكانه مند الولايات الانتخابية السابقة ولا يزال متعثرا، هذا في الوقت التي تزداد فيه معاناة الأسر جراء غياب المشروع، وفق تعبير الفاعل الجمعوي سالف الذكر. واعتبر الصالحي مشروع الصرف الصحي من أولى الأولويات المطلبية، التي يجب على المجلس الجماعي وباقي شركائه في التنمية المحلية العمل على إخراجه إلى حيز الوجود؛ بالنظر إلى تأثيراته على الفرشة المائي، وعلى الجانب البيئي والصحي عامة. ورصد عمر الطاير، رئيس جمعية شباب المستقبل التنموية والاجتماعية والثقافيۃ، اختلالات الصحة بجماعة حد بوموسى، وذكر أن تخصيص مستوصف صحي لساكنة حوالي 40 دوارا يبقى وحده مؤشرا على أعطاب التنمية البشرية بالجماعة، التي تبقى بعيدة كل البعد عمّا تروج له الدولة عن الطفولة والأمومة بالجيل الثالث من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. ومن جانبه، أوضح حسن مزياني، رئيس جمعية فريق اتحاد أحد بوموسى لكرة القدم، على هامش اللقاء، الخصاص البيّن في ملاعب القرب وباقي مرافق الترفيه، حيث كشف عن حجم معاناة الفرق الرياضية التي تتنقل إلى جماعات مجاورة من أجل لعب مبارياتها، قائلا إن الجماعة في حاجة ماسة إلى مرافق من هذا النوع كفيلة باستقطاب شباب المنطقة وإنقاذهم من كل مظاهر الانحراف. وأوضح عبد الغاني لطفي، فاعل جمعوي، أن المجتمع المدني بجماعة حد بوموسى واع بأدواره الطلائعية، ويسعى بشكل جدي إلى المساهمة بشكل فعال في تفعيل عجلة التنمية بحد بوموسى. ويظهر ذلك من خلال الخطوات التي اتخذها كبديل عن الوقفات الاحتجاجية، والرامية إلى تفعيل آليات الحوار مع المسؤولين المحليين والإقليميين؛ من أجل إيجاد حلول مشتركة لكل الإكراهات، التي تتخبط فيها الجماعة. يشار إلى أن اللقاء تداول في العشرات من النقط المطلبية الأخرى ذات الصلة بالتنمية المحلية؛ من ضمنها النقل المدرسي، والربط بالكهرباء، ومشكل الفراشة بالمركز، ومشكل النفايات الصلبة وتلوث البيئة، ومشكل التعمير، وغياب الدعم والتوجيه الفلاحي، وإكراهات السوق الأسبوعي، ومشكل دار الثقافة، بالإضافة إلى مطلب بناء مركب ثقافي بالمركز، والإسراع بإصلاح المسالك والطرق ومد بعض الدواوير بالماء الشروب.. إلخ. ومن جانبه، أعرب الشرقي شكوري، رئيس المجلس الجماعي لحد بوموسى، المنتخب مؤخرا عن حزب الحركة الشعبية بعد عزل الرئيس السابق المنتمي إلى حزب العدالة والتنمية بموجب القانون، عن تفهمه لانشغالات المجتمع المدني وأقر بحجم الإكراهات التي تعرفها الجماعة الترابية في عدد من القطاعات، مشيرا إلى أنه سبق أن تدارس عدة ملفات مع باقي الشركاء، وأن البعض منها سيرى النور قريبا . وأكد شكوري لهسبريس على أهمية اللقاء، وذكّر بالمجهودات التي تبذلها السلطات المحلية والإقليمية في هذا الإطار، واعتبر قطاع الصحة ومطلب الصرف الصحي والرياضة من الملفات الأساسية التي يضعها المجلس الجماعي من ضمن أولوياته لما لها من تأثيرات مباشرة على عيش الساكنة، مشيرا إلى أن الدراسة الخاصة بملف الصرف الصحي التي كانت متعثرة طيلة الفترة السابقة قد تمت الموافقة عليها مؤخرا. ودعا رئيس المجلس الجماعي لحد بوموسى كافة فعاليات المجتمع المدني والحقوقي إلى مدّ يد الدعم والمساندة وتكثيف الجهود كل من موقعه، من أجل تحقيق تنمية شاملة تستجيب لتطلعات الساكنة وللإرادة المولوية للعاهل المغربي.