بعد أمره مختلَف المؤسسات والهيئات الوطنية بجعل احتفالات عيد العرش الماضي عادية ودون مظاهر البذخ التي تكرست على مدى عقود، أمر الملك محمد السادس، اليوم الثلاثاء، بإلغاء الاحتفال الرسمي بعيد الشباب المصادف لعيد ميلاده، الذي كان مزمعا تخليده، كما جرت بذلك العادة كل سنة، يوم 21 غشت الجاري. وزارة القصور الملكية والتشريفات والأوسمة أصدرت بلاغا، صباح اليوم الثلاثاء، أعلنت فيه أن الملك محمدا السادس "أصدر أمره المنيف بأنه لن يقام ابتداء من هذه السنة الحفل الرسمي بالقصر الملكي احتفاء بعيد ميلاد جلالته السعيد، والذي جرت العادة إقامته يوم 21 غشت من كل سنة". وعلى غرار الأمر السابق بتخفيف مظاهر الاحتفال بعيد العرش، لم تقدم وزارة القصور الملكية والتشريفات والأوسمة أي تعليل لإصدار الملك أمره بإلغاء الاحتفال الرسمي الذي كان يقام في القصر الملكي بمناسبة عيد ميلاده، واكتفت في بلاغها بإيراد ما جاء في الفقرة السابقة. وعن دلالات إلغاء الاحتفال بذكرى ميلاد الملك داخل القصر الملكي، قال رشيد لزرق، المحلل والباحث في العلوم السياسية، إن الملك يريد، بهذا القرار، "خلق تحول عبر تكريس الملكية الاجتماعية، والمواطنة لما يحمله ذلك من دلالات مهمة، في عيد الشباب، وما يتطلبه من النهوض بالجوانب الاجتماعية لهذه الفئة". ويرى لزرق أنّ الملك يرمي، من خلال إلغاء الاحتفال بذكرى عيد ميلاده وقبله دعوته إلى الاحتفال بعيد العرش بطريق عادية، إلى "تجاوز المعيقات الظرفية والموضوعية، وتوفير الظروف الملائمة، لمواصلة تنفيذ البرامج والمشاريع التنموية، والتي تستدعي إنجاح المنعطف الورش الاجتماعي". وربط لزرق بين القرارين الأخيرين للملك وبين مطالبة رئيس الحكومة، في منشور لإعداد قانون المالية لسنة 2020، مختلف القطاعات الحكومية بضرورة ترشيد النفقات المرتبطة بتسيير الإدارة ومواصلة التحكم في نمط عيشها. وانطلاقا من قراءته للمعطيين السابقين، يخلص الباحث في العلوم السياسية إلى أن هناك إدراكا مسبقا بأن المغرب مقبل على مرحلة صعبة تستدعي حشد جميع الإمكانات لإنجاح الورش الاجتماعي، "لكونه أكبر تهديد يمكن أن يهدد التجربة المغربية، خاصة في ظل مناخ إقليمي متقلب".