أسفرت الفيضانات التي شهدتها أقاليم عدة بجهة مراكش أسفي، السبت، عن خسائر بشرية ومادية كبيرة، لم تشهدها عدة مناطق منذ فترة طويلة. فبجماعة عكرمة والطلوح، بإقليم الرحامنة، تهاطلت تساقطات كبيرة أدت إلى فيضانات لم يشهد لها مثيل بهذه المنطقة، إذ بلغت حمولة بعض الأودية كوادي "سي سالم" أرقاما قياسية؛ ما أدى إلى قطع الطريق الإقليمية الرابطة بين الطلوح وعكرمة، على مستوى دوار أولاد عبد الله. ورغم هذه الفيضانات، غامر سائق للنقل السري بعبور الوادي المذكور، متجاهلا تحذيرات ومنع عناصر الدرك الملكي، ما أدى إلى جرف السيارة التي كان يقودها؛ لكن تدخل اللجنة الإقليمية لليقظة والتتبع حال دول وقوع كارثة، كانت ستنضاف إلى حادثة إقليمالرشيدية، إذ تم إنقاذ جميع الركاب. وقامت عناصر الدرك الملكي بتوقيف السائق، ونقله إلى مركزها قصد اتباع المسطرة القانونية في حقه، حيث فتحت تحقيقا تمهيديا بخصوص ما أقدم عليه، في انتظار تقديمه للعدالة. كما كانت السيول وراء انهيار إسطبلين مبنيين بالطين، وغزو مياه الأمطار لمنازل بدوار بأولاد سعيد، بجماعة الطلوح. وبهذه المناسبة الأليمة، قام عامل الإقليم بزيارة المناطق المتضررة، مقترحا إنجاز دراسات وإنشاء منشآت فنية أو تعديل منشآت قائمة؛ لتفادي تكرار هذه الفيضانات. وفي إقليمالحوز، عزل وادي الزات على مستوى جماعة تغدوين ستة دواوير بمشيخة أيت إنزال اللوطا؛ وألحقت الأمطار الرعدية خسائر بقناطر كقنطرة "تصورت"، دون أن تسجل أي خسائر في الأرواح. وغمرت مياه وادي الجامع بجماعة تديلي مسفيوة، إقليمالحوز، بساتين بأيت عبد السلام، بعد غياب دام 40 سنة؛ ما دفع بعض سكان دوار أيت افرياض إلى الرحيل عن منازلهم المحاذية للوادي. وبدائرة أيت أورير بالإقليم نفسه، قطعت الفيضانات الطريق الرابط بين مدينة أيت أورير وتامزوزت، ما نتج عنه توقف حركة السير والجولان؛ كما غرق سبعيني جرفته سيول قوية لوادي اكرفروان؛ حين كان يهم بعبوره نحو الضفة الأخرى. وتمكنت عناصر الوقاية المدنية من انتشال جثة السبعيني، الذي لقي حتفه بوادي اكرفروان، الواقع بالنفوذ الترابي لجماعتي اكرفروان وتمزوزت. بدوره، لم يسلم إقليمشيشاوة من خسائر مادية، إذ ضربت العاصفة الرعدية جماعة تمزكدوين والمناطق المجاورة لها، ما تسبب في توقف حركة السير على مستوى الطريق الإقليمية 2040. وتسببت هذه العاصفة الرعدية في إلحاق أضرار بالطرق الرئيسية والفرعية بجماعة تمزكدوين، حيث انتشرت الأوحال وانجرفت التربة؛ ما أدى إلى عزل عدة دواوير. وإثر هذه التساقطات الرعدية، تدخلت اللجنة الإقليمية لليقظة والتتبع، وقيادة الدرك الملكي بتمزكدوين، لمنع مرور مستعملي الطريق على مستوى دوار تماسولت؛ فيما عملت آليات وزارة التجهيز على فك عزلة الدواوير وفتح الطريق 2040.