حذر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، من خطر انتشار الجماعات الإرهابية والمسلحة بالمنطقة العازلة على سلامة أعضاء بعثة "المينورسو" التي تشرف على مراقبة وقف إطلاق النار في الصحراء. وكان مسؤول بارز في البوليساريو كشف افتقاد الجبهة لأي إستراتيجية واضحة لمواجهة الانفلات الأمني بمخيمات تندوف منذ سنوات، بما في ذلك مراقبة مافيات المخدرات وتهريب الأسلحة بالمنطقة. وقال غوتيريس، في التقرير المقدم أمام مجلس الأمن الدولي، إن "خطر الهجمات الإرهابية التي تستهدف بعثة المينورسو لازال مصدر قلق بسبب انتشار الجهات الفاعلة الخبيثة في المنطقة المجاورة". وأشار غوتيريس، في تقريره، إلى أنه في أبريل الماضي أصدر زعيم تنظيم "داعش"، أبو بكر البغدادي، بيانا يدعو فيه المقاتلين الناشطين في غرب إفريقيا إلى مضاعفة الهجمات ضد "فرنسا الصليبية وحلفائها". ورغم عدم تسجيل أي تهديدات مباشرة أو ضمنية جديدة ضد بعثة "المينورسو" منذ عام 2017، يضيف غوتيريس، إلا أن "عمليات إلقاء القبض على إرهابيين مشتبه فيهم في العيون وفي مخيمات تندوف العام الماضي تذكير بأن التهديد يظل حقيقيا". وفي منطقة "ميجك" سجل التقرير الأممي أن خطورة انتشار أنشطة تعدين الذهب غير المشروعة، "المضطلع بها على نطاق صغير، والتي تجذب الأشخاص من جميع أنحاء الإقليم، مصدر قلق مستمر، وهي المنطقة التي وقعت فيها، على ما يبدو، معظم حالات إطلاق النار التي سمعها الجيش المغربي". ويؤكد تقرير الأمين العام للأمم المتحدة أن منطقة الساحل والصحراء تنتشر فيها جميع أنواع الاتجار بالمخدرات والأسلحة والتهريب، وهو ما سبق أن حذرت منه تقارير مغربية بخصوص تواطؤ الحركات الانفصالية مع الجماعات الإرهابية، ما من شأنه أن يقوض السلام والأمن الدوليين. ووقف تقرير الأمين العام للأمم المتحدة على تعاون القوات المسلحة الملكية خلال الفترة المشمولة بإعداد التقرير الدوري مع البعثة الأممية في مجال محاربة المخدرات، مشيرا إلى أن "الجيش المغربي أبلغ البعثة عن خمس عمليات ناجحة لمكافحة التهريب في السمارة وأم دريغة". جدير بالذكر أن المغرب، خلال مشاركته في أشغال الدورة الاستثنائية لمؤتمر رؤساء دول وحكومات المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (سيدياو) حول مكافحة الإرهاب، دعا إلى تشكيل تحالف دولي من أجل مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل وغرب إفريقيا.