فقد المغرب جون ليفي، الذي كان طبيبا بالعاصمة الألمانية برلين عمل في سبيل التعريف بالتراث الثقافي اليهودي المغربي مستمرّا بذلك في مسار أبيه المناضل السياسي والباحث الراحل شمعون ليفي. الراحل، الذي لم يكمل بعد عامه الثامن والخمسين، كان معروفا بعمله في مجال حفظ وصيانة الإرث اليهودي المغربي واشتغاله مع مجموعة من الجمعيات والهيئات، خاصّة جمعية أصدقاء متحف التراث الثقافي اليهودي المغربي. زهور رحيحيل، محافظة متحف التراث الثقافي اليهودي بالدار البيضاء، قالت إنّ جون ليفي كان "استمرارية شمعون ليفي" وكان "منخرطا في مختلف التزامات أبيه السياسية والثقافية"، و"نعم المواطن المغربي". وأضافت رحيحيل، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أنّ ليفي "كان رجلا له نفس مبادئ وقيم واهتمامات أبيه، وتربّى على الوطنية، وحبّ الوطن". وذكّرت المتحدّثة بمساندة الراحل للمتحف، وإنشائه بعد وفاة شمعون ليفي جمعية أصدقاء المتحف اليهودي المغربي، ولعبه دورا كبيرا في ترميم وصيانة جامع صلاة الفاسيين في فاس. وقالت محافظة المتحف اليهودي المغربي بالبيضاء إنّ جون ليفي كان "يساند دائما كلّ المبادرات التي تهمّ المحافظة على الإرث العبري المغربي والحوار بين الثقافات المغربية المختلفة، وصيانة الذاكرة اليهودية المغربية، سواء في المغرب أو الخارج خاصّة في برلينبألمانيا". وعدّدت رحيحيل مجموعة من الأنشطة الثقافية التي ساهم الراحل في تنظيمها حول اليهودية المغربية من معارض ثقافية وعرض للأفلام حول اليهودية المغربية، وعمله مع السفارة المغربية في هذا الإطار، ونشاطه الدائم مع كلّ تمثيليات المغرب في ألمانيا حيث كان يعرفه جميع العرب والمسلمين في برلين، لأنّه كان طبيبا يتحدّث العربية. من جهتها، نعت جمعية ميمونة المشتغلة في مجال صيانة وتثمين التراث الثقافي اليهودي المغربي الراحل جون ليفي قائلة: "بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، وببالغ الأسى والحزن، تلقينا خبر وفاة الصديق جان يوسف ليفي، ابن الراحل شمعون ليفي وأمين مال جمعية أصدقاء المتحف اليهودي المغربي بالدار البيضاء". وتقدّمت إلى عائلته وإلى المغاربة "بهذا المصاب الجلل (...) بأصدق تعابير المواساة والتعاطف الأخوي". المهدي بودرة، مؤسس جمعية "ميمونة"، قال إنّ جون ليفي كان مثل أبيه شمعون ليفي مغربيا أصيلا، يصرّ على الحديث معنا باللغة العربية، ويحاول إتقانها، وكان وطنيّا يحبّ بلادنا. وذكر بودرة أنّ الأمر الأهمّ عند جون ليفي كان هو مغربيته، وأنّه كان يتحدّث عن يهوديّته بوصفها أمرا ثانويا. واستحضر المتحدّث عمل الراحل في سبيل الحفاظ على التراث اليهودي المغربي، والتعريف بمختلف روافد الثقافة المغربية، ونشاطه في مجموعة من الجمعيات من بينها جمعية أصدقاء المتحف اليهودي المغربي. وقد كان جون جوزيف ليفي طبيبا متخصّصا في الأمراض الجلدية بالعاصمة الألمانية برلين، أتمّ دراساته العليا بهذا البلد بعدما أنهى دراسته الثانوية بالدار البيضاء، وكان من بين من ساهموا في تنظيم ندوات وأبحاث حول التراث الثقافي اليهودي المغربي وعملوا للمساهمة في الحفاظ عليه وتجديده، وتذكّر رموزه الذين كان من بينهم أبوه الفقيد شمعون ليفي.