من تصدّعات الأزمة العالمية الرّاهنة تتسرّب أنغام مِنْ ضفّتَي المتوسّط كلها أمل؛ فَفي عمل جديد، اجتمع اثنَان وسبعون عازفا، من ثماني دول، لأداء قطعة من الملحون عن بعد، تحت إشراف المايسترو المغربي عبد الناصر مكاوي. من المغرب، إلى لبنان، وسوريا، والجزائر، فَتونس، وفَرنسا، وليبيا، وبلجيكا، أدّى عازفون أنغاما من المديح النبوي، عُنوِنَت ب"في رحاب البراقية". يأتي هذا العمل في الذكرى الثالثة لتأسيس رياض القانون بالمغرب، وأُعِدَّ وسُجِّلَ بشراكة مع جمعية أفنان للثقافة والفنون، وورشة رياض القانون التابعة لجمعية رباط الفتح للتّنميّة المستديمة. وقال عبد الناصر مكاوي، المشرف على العمل الرئيس المؤسس لمؤسسة رياض القانون بالمغرب، إنّ هذه مبادرة "تقصد الحفاظ على التراث؛ لأن القطعة التي أدّيناها من الملحون هي البُراقية، وقد عزفها معنا عازفون من ثماني دول، مدحا للنبي صلى الله عليه وسلم". وأضاف مكاوي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أنّ هذا العمل الذي رأى النور بعد تنسيق عن بعد في ظلّ الحَجر الصحي، هو "امتداد لما ننظّمه في إطار رياض القانون بالمغرب من دورات من المهرجان الدولي لآلة القانون، الذي ستشهد هذه السنة دورته الخامسة بالرباط التي سيتم إحياؤها بشراكة بين جمعية أفنان للثقافة والفنون وجمعية رباط الفتح للتّنمية المستديمة". ويروم هذا العمل الإبداعي، وفق رئيس مؤسسة رياض القانون بالمغرب، "عدم البقاء في ملل الحَجر الصحي والاستفادة منه بصرفِ الوقت فيما فيه فائدة، والاستفادة من المجال الفني وعزف الآلة، وجمع الناس ولو عبر الأنترنت داخل المغرب وخارجه". ولم يعمَّم هذا الشريط القصير، الذي شارك فيه 72 عازفا على آلات موسيقية متعدّدة، إلا بعد "عمل تقني جد متميّز"، حيث بيّن مكاوي أنّ التسجيلات القادمة من الدول الثماني قد تمّ "الاشتغال عليها داخل أستوديو لفَلتَرَة الأصوات في حرفية كبيرة عن بعد"، كما هو الشّأن بالنسبة للفيديو الذي استُقبِلَت مقاطعه، وتمّ توضيبها، لتُظهِرَ الأزياء التقليدية للعازفين. ووجد هذا المنتوج الإبداعي "الوطني الدولي" موئِلَه في مواقع التواصل الاجتماعي حيث يتمّ نشره والتعريف به، وفق تصريح المشرف عليه.