دعا علي بلحاج، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة بالنيابة، أعضاء حزبه أن يكونوا، حسب رأيه، "في مستوى التحديات والرهانات". ذلك أن الحاجة إلى التغيير في الوقت الراهن "أشد إلحاحا وقوة من أي وقت مضى، ولا مجال اليوم للخطأ. ولا أحد يجادل في حاجتنا إلى تغيير جذري يصب في مصلحة المواطن والمغاربة أولا وأخيرا". وطالب بلحاج، والذي يُصنف على حساب جناح المحافظين في الحزب، بتغيير النفس أولا والاعتراف بالخطأ، كي "نكون في مستوى تطلعات الناخبين الذين منحونا ثقتهم، بحيث حصلنا على المرتبة الرابعة في البرلمان. بمعنى أن مسؤوليتنا كحزب شاب، عمره ثلاث سنوات، لم تعد تسمح لنا بأي خطأ كيفما كان نوعه، خاصة وأننا أمام منعطف تاريخي حاسم، يتمثل في المؤتمر الاستثنائي للحزب". وذهب في تصريحه ل"هسبريس" إلى أن المؤتمر الوطني للحزب والذي سينعقد في بوزنيقة يوم 17و18و19 من فبراير الجاري، عليه "أن يقدم إجابات واضحة ودقيقة لانتظارات بلدنا، ولمتطلبات الحزب في اللحظة الراهنة والمستقبلية" وذلك من أجل كسب ثقة المغاربة، لأن ثقة المغاربة يقول بلحاج "ليست بالشيء الرخيص، بل هي كنز ثمين، يكتسب بالعمل، والنزاهة والمصداقية، والكفاءة، وتغليب مصلحة الوطن". ووجه كلامه للمؤتمرين في الحزب كي "يختاروا فريقا للعمل، وبروح مسؤولة وديموقراطية، فريق يتسم بالتماسك والانسجام والجرأة في اتخاذ القرارات الحاسمة، والصرامة في مواجهة الاختلالات". واقترح على أعضاء حزبه أن تكون القيادة المقبلة للحزب "ذات كفاءة تدبيرية عالية، ورؤية بعيدة المدى، وقدرة على صنع التوافق وتدبير الاختلاف، واستثمار التنوع، وتحقيق الإشعاع، وبناء حزب قوي، وفي لمبادئه والتزاماته". يشار إلى أن هناك ثلاثة تيارات تتصارع داخل الأصالة والمعاصرة من أجل الظفر بزعامة الحزب: التيار اليساري والذي يمثله بنشماس والمريزق والعماري... وتيار محافظ بزعامة علي بلحاج وتيار تقنوقراطي ظهر مؤخرا بقيادة المصطفى الباكوري، والذي له رؤية مغايرة لمستقبل الحزب.