"جحافلُ المهاجرين" ترفعُ درجة التّنسيق الأمني بين مدريد والرباط

لا تكادُ أمواجُ المتوسّط "تصدُّ" أفواجاً من النّازحين القادمين من إفريقيا جنوب الصّحراء إلى أوروبا، حتى تظهرُ "جحافلٌ" أخرى تركبُ البحر أملاً في الوصول إلى الضّفة الأخرى، بينما تطالب بعض الأصوات في مدريد بتقديم مزيد من الدّعم للرّباط لتشديد المراقبة على السّواحل المتوسّطية.
ويدورُ نقاش كبير في الأوساط الإسبانية بشأن جدوى الدّعم اللوجستيكي والمادي المقدّم لبعض الدّول المصدّرة للمهاجرين، من بينها المغرب والجزائر، مادام عدد هؤلاء في تصاعد مستمرّ. وقال حزب "فوكس" إنّه "عوض تقديم الدّعم للدّول الإفريقية، يجبُ توفيرُ تلك الأموال لقوات الأمن وخفر السّواحل حتى تمنع تسلّل المهاجرين إلى بلادنا".
ووصل إلى إسبانيا منذ بداية العام إلى حدود اليوم 10 آلاف مهاجر غير نظامي، غالبيتهم من الجزائر، ليصبحوا بذلك أكثر الجنسيات عددا، وفقاً لإحصائيات المفوضية السّامية للاجئين. ودعت أحزاب اليمين الإسباني إلى تعزيز التّعاون الأمني مع الدّول الصّديقة لوقف عمليات النّزوح الجماعية التي عقبت انتشارَ فيروس كورونا.
ويمثّل المغرب أحد أهم الشّركاء بالنّسبة للجانب الإسباني، الذي يدعم الرّباط بالعربات والطائّرات المسيّرة والسّيارات المدرعة من أجل مكافحة الهجرة غير النظامية، كما قدَّمَ الاتحاد الأوروبي للمغرب 15 طائرة بدون طيار ومساعدات لوجستية ومالية لمساعدته على مراقبة السّواحل المغربية والتحكم في تدفقات الهجرة.
ودعا وزير الدّاخلية الإسباني إلى "تخْصيص مساعدات مادية ولوجستيكية لفائدة الرّباط من أجل حماية الحدود الإسبانية، ومنعِ تسلّل مزيد من المهاجرين الأفارقة والمغاربة إلى التّراب الإسباني".
وأفادت وزارة الداخلية الإسبانية بأنّ عدد المهاجرين غير الشرعيين الذين وصلوا إلى إسبانيا عن طريق البحر انخفض خلال الأشهر السّبعة الأولى من هذا العام، بين يناير ويوليوز، بنسبة 27.1 في المائة مقارنة الفترة نفسها من عام 2019.
وأوردت "داخلية مدريد" أنّ 9700 مهاجر غير شرعي وصلوا إلى السّاحل الإسباني بالقوارب حتى نهاية يوليو، مقارنة ب 13303 خلال الفترة ذاتها من عام 2019.
وأوضح المصدر ذاته أن "عدد القوارب التي وصلت إلى الشواطئ الإسبانية وهي محمّلة بمهاجرين غير شرعيين بلغ 595 خلال الفترة نفسها، مقارنة ب 461 سفينة خلال نهاية شهر يوليوز 2019، ويمثل ذلك زيادة بنسبة 29.1 في المائة".
وفي ما يتعلق بعدد المهاجرين غير الشرعيين الذين دخلوا إسبانيا عن طريق البر، أورد التقرير أنه ارتفع من 3313 خلال الأشهر السبعة الأولى من عام 2019 إلى 1383 في الفترة نفسها من العام الحالي، وهو ما يمثل انخفاضًا بنسبة 58.3٪.