خلص تقرير حديث إلى أن ثلثي أطفال العالم في سن الدراسة ليس لديهم إمكانية الوصول إلى الإنترنيت في المنزل، متحدثا عن ما أسماه ب"الفجوة الرقمية". التقرير المشترك ل"اليونيسف" والاتحاد الدولي للاتصالات، والذي يحمل عنوان "كم عدد الأطفال واليافعين الذين يمكنهم الاتصال بالإنترنيت في المنزل؟"، قال إن 1.3 مليارات طفل بين الثالثة والسابعة عشرة، أي ثلثي عدد الأطفال واليافعين في العالم، ليس لديهم اتصال بالإنترنيت في المنازل، ومعظم الأطفال من الدول منخفضة الدخل والمناطق الريفية. وأوضحت الوثيقة ذاتها أن اليافعين الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عاما، أي 759 مليونا أو 63 في المائة من الشباب، غير متصلين بالإنترنيت. على الصعيد العالمي، من بين الأطفال في سن الدراسة من الأسر الأغنى، 58 في المائة لديهم اتصال بالإنترنيت في المنزل، مقارنة ب16 في المائة فقط من أفقر الأسر. وأقل من واحد من بين كل 20 طفلا في سن الدراسة في البلدان منخفضة الدخل لديه اتصال بالإنترنيت في المنزل، مقارنة بحوالي 9 من بين كل 10 في البلدان ذات الدخل المرتفع. حسب التقرير، ثمّة فوارق جغرافية أيضا بين الدول وعبر المناطق؛ فأطفال المدارس في إفريقيا جنوب الصحراء وأطفال جنوب آسيا هم الأكثر تأثرا، مع عدم توفر الإنترنيت لنحو 9 من بين كل 10 أطفال. وفي منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، 75 في المائة (أي 89 مليون طفل بين 3-17 عاما) غير متصلين بالإنترنيت في المنزل. وأكدت الوثيقة أن "الفجوة الرقمية تؤدي إلى استمرار عدم المساواة التي تقسم البلدان والمجتمعات؛ فالأطفال والشباب من أفقر الأسر ومن المناطق الريفية والدول ذات الدخل المنخفض يتراجعون أكثر عن أقرانهم، ولا يُترك لهم سوى فرص". وأبرز التقرير أنه ما زال نحو ربع مليون طالب وطالبة حول العالم متأثرين بإغلاق المدارس بسبب جائحة "كوفيد-19"؛ مما يجبر مئات الملايين من الطلاب على الاعتماد على التعليم الافتراضي. وبالنسبة لمن لا يُتاح لهم الوصول إلى الإنترنيت، فإن التعليم قد يكون بعيد المنال. وقالت هنرييتا فور، المديرة التنفيذية لليونيسف، إن "حالة إغلاق المدارس، مثل تلك التي يعاني منها الملايين حاليا بسبب "كوفيد-19"، تسببت في تفويت التعليم. بصراحة: الافتقار إلى الوصول إلى الإنترنيت يكلّف الجيل المقبل مستقبله". وتابعت المسؤولة في منظمة الأممالمتحدة للطفولة قائلة: "إن عدم توفر الإنترنيت في المنزل لعدد كبير جدا من الأطفال واليافعين هو أكثر من مجرد فجوة رقمية".