مع الانصرام التدريجي لفصل الخريف استعدادا لاستقبال فصل الشتاء، تشهد العديد من مناطق المغرب تقلبات جوية على شكل زخات مطرية مصحوبة في الغالب بالبرق ودويّ الرعد؛ وهو ما يتسبب في وقوع عدد من الحوادث المتفرقة ومتفاوتة الخطورة، ناتجة عن إصابة بعض الأشخاص بالصواعق الرعدية. ومن جملة الحوادث المميتة الناتجة عن الإصابة بصاعقة رعدية وفاة شاب بضواحي مدينة خريبكة بداية الأسبوع الجاري، حيث كشفت التحقيقات الأولية أن الشاب البالغ من العمر 21 سنة كان يحمل في يده هاتفا نقالا لحظة إصابته بوميض البرق تزامنا مع التقلبات المناخية التي شهدتها المنطقة مؤخرا. وتفاعلا مع الواقعة، أثير نقاش بين نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي حول الأخطاء التي يرتكبها الأشخاص خلال هذه الفترة من السنة والاحتياطات الواجب اتخاذها للحماية من الصواعق الرعدية، متسائلين عن الإسعافات الأولية التي يمكن إجراؤها لإنقاذ حياة المصابين في مثل هذه الوقائع التي تتكرر باستمرار وتودي بحياة عدد من الأشخاص كل سنة. جانب من الإسعافات الأولية حكيم جلال، مكون في الإسعافات الأولية بالهلال الأحمر المغربي، قال إن "التدخل الإسعافي في حالة الإصابة بصاعقة رعدية يبدأ بفحص وعي الضحية بواسطة أسئلة بسيطة، ثم فحص التنفس بملاحظة حركة الصدر وتحسس التنفس. وإذا كان المصاب فاقدا للوعي ولا يتنفس هنا يجب القيام بالإنعاش القلبي الرئوي RCP لأنه من المحتمل أن يكون القلب قد توقف أو ضعفت دقاته". أما إذا كان المصاب بالصاعقة الرعدية يتنفس، يضيف حكيم جلال، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، "فيجب وضعه في وضعية جانبية وقائية PLS، وفي حالة إصابته بحروق ينبغي تبريدها؛ لأن البرق أو الرعد يختلف عن الصعق الكهربائي. كما يجب الإسراع في إخطار المصالح المختصة لنقله إلى المستشفى بأسرع ما يمكن". وعن الاحتياطات التي يمكن اتخاذها خلال التقلبات الجوية تفاديا للإصابة بالصواعق الرعدية، نصح حكيم جلال ب"عدم الجري، والابتعاد عن الأشجار وأعمدة الكهرباء والأجهزة الإلكترونية، وعدم الرد أو استعمال الهاتف، وتجنب الاقتراب من نوافذ المنزل، وعدم المشي في مجاري المياه والبرك والأودية حتى لو كانت جافة، وإيقاف مذياع السيارة وإغلاق نوافذها وتفادي السياقة قرب الوديان". احتياطات وإسعافات أولية رشيد بوخريسة، رئيس المكتب الإقليمي للهيئة الوطنية للإسعاف والتدخل السريع بخريبكة، قال، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إننا "نرتكب أخطاء فادحة خلال التقلبات الجوية؛ من بينها الخروج من المنازل حاملين أشياء قد تجذب شرارات البرق، كالخواتم والحلي والهواتف المحمولة وباقي الأجهزة الإلكترونية". ومن أهم الاحتياطات التي ينبغي على الشخص اتخاذها لحماية نفسه وغيره من الإصابة بالصواعق الرعدية، يضيف بوخريسة، "إطفاء الأنوار وجميع الأجهزة الكهربائية والإلكترونية وتفادي الخروج من المنازل قدر الإمكان، وفي حالة الاضطرار إلى الخروج يجب تفادي حمل مختلف الأشياء المعدنية". وبخصوص كيفية إنقاذ مصاب بصاعقة رعدية، أكد رئيس المكتب الإقليمي للهيئة الوطنية للإسعاف والتدخل السريع بخريبكة أن "الإسعاف في هذه الحالة جد صعب، والمسعف يحتار في إسعاف المصاب؛ لأن الصاعقة الرعدية قد تتسبب أحيانا في اختراق الدماغ، أو تفحم العروق، أو توفق التنفس"، مشيرا إلى أن "أغلب المصابين بالصاعقة الرعدية يتوفون في الحال بسبب قوة الصعق".