استنفرت "أزمة العطش" المرتقبة في فصل الصيف بسبب ندرة التساقطات المطرية المجالس الجهوية للمملكة، التي خصصت دوراتها العادية لشهر مارس من أجل إقرار مشاريع مستعجلة لضمان تزويد العالم القروي بالمياه الصالحة للشرب. وتسارع السلطات العمومية بمختلف أصنافها إلى التنسيق مع القطاعات الخاصة من أجل تقنين وترشيد استعمال المياه في الأشهر المقبلة، بالنظر إلى تراجع حقينة أغلب السدود بفعل الجفاف الذي يشهده المغرب هذه السنة، وهو ما سينعكس سلباً على الموسم الفلاحي. وبهذا الصدد، صادق مجلس جهة مراكش-آسفي بالإجماع على اتفاقية شراكة لتمويل وإنجاز البرنامج الاستعجالي والمهيكل لقطاع الماء بالجهة، إذ تم تخصيص مبلغ استثماري يقدر ب522 مليون درهم لتنفيذ مجموعة من الإجراءات؛ بينها بناء 16 سدا تليا بالجهة. فيما صادق مجلس جهة تطوان-الحسيمة على اتفاقية شراكة من أجل إحداث ثقوب استكشافية للماء بالعالم القروي، سعياً إلى فك العزلة عنه، وكذا برنامج التطهير السائل وإعادة استعمال المياه العادمة ببعض الجماعات الترابية، إلى جانب تزويد قرى أخرى بالمياه والكهرباء. وصادق مجلس جهة الشرق بدوره على اتفاقيات تهمّ المجال المائي؛ بينها اتفاقية شراكة لتمويل وتنفيذ الإجراءات المهيكلة العاجلة على مستوى الحوض المائي لملوية، بغلاف مالي يفوق 1.5 مليار درهم، ما من شأنه الحد من العجز المائي بالحوض، وبالتالي توفير الماء الشروب للسكان. وذهب مجلس جهة سوس-ماسة في الاتجاه ذاته، إذ سيشرع في صرف اعتمادات مالية مخصصة لاقتناء شاحنات صهريجية، وكذا إنجاز أثقاب استغلالية للمساهمة في عمليات تزويد العالم القروي بالماء الصالح للشرب، حسب المعطيات المتاحة لهسبريس. وحضرت تيمة الماء في مجلس جهة درعة-تافيلالت أثناء المصادقة على مشروع برنامج التنمية الجهوية، أمس الإثنين، إذ اتفق أعضاء المجلس على منهجية العمل بشأن الأنشطة المتعلقة بالمجال المائي في العالم القروي خلال الأشهر المقبلة. "أزمة العطش" كانت حاضرة كذلك خلال أشغال الدورة العادية لمجلس جهة الدارالبيضاء-سطات، حيث نبّه الوالي بعد إقرار العديد من المشاريع في هذا الصدد إلى ضرورة ترشيد وعقلنة استهلاك المياه من لدن الجماعات الترابية، خاصة في ما يتعلق بسقي المساحات الخضراء. وعمِد مجلس جهة العيون-الساقية الحمراء، تبعاً لمصادرنا، إلى المصادقة على اتفاقية شراكة لتمويل وإنجاز مشاريع تهم تقوية إنتاج الماء الصالح للشرب بالعالم القروي، قصد تلافي انعكاسات الجفاف على القطاع الفلاحي بالمنطقة في ظل الظرفية الخاصة التي تمرّ منها البلاد.