لخص موليم العروسي أهداف حركة "ضمير" في بلورة مشروع المغرب الذي حلم به كل من عانى من أجل هذا البلد، معتبراً أن المغرب أخلف موعده مع عدة فرص للنهوض بسبب الفكر التقليداني الذي كان دائما ما يُشهر، حسب المتحدث، ورقة الخصوصية والعقيدة والأصالة والتقاليد، من أجل منع التقدم. تصريحات الكاتب المغربي لهسبريس تأتي في سياق الحديث عن حركة "ضمير" التي تأسست نهاية الأسبوع الماضي، واختارت الشاعر صلاح الوديع منسقا لها، وموليم العروسي وأحمد عصيد نائبين له، كما ضمت في مكتبها التنفيذي عددا من الشخصيات المعروفة كلطيفة أحرار، سعيد لكحل، ووداد ملحاف. فقد اعتبر موليم العروسي أن هناك حركة "نكوصية" تتكون داخل المجتمع المغربي في غفلة من المفكرين والمثقفين والإعلاميين وعموم المتنورين، وهي الحركة التي تتكوّن من التيارات المعادية للتقدم ومن المجموعات المستفيدة من بقاء المغرب مرتبطاً بالماضي حسب قوله، مشددا أن هذه الحركة "النكوصية" تجعل من التقليد عقيدة وتحاول أن تفرضه كرؤية واحدة ووحيدة على باقي فئات المجتمع، وبالتالي، وعلى حد تعبيره، فمن يجعل ثقافته وتقاليده عقيدة فهو بالضرورة منغلق ولا يقبل الآخر أيا كان هذا الآخر. واستطرد العروسي أن التيار التقليداني الموجود داخل السلطة قد تحالف مع شبيهه الموجود داخل المجتمع والفضاءات السياسية، وهو التحالف الذي استطاع في بداية الستينيات إعادة المغرب إلى مرحلة ما قبل الحماية حسب حديث العروسي، بأن تمت إزاحة حكومة عبد الله إبراهيم التي كانت تحمل مشروعا واضحا متصالحا مع عصره. وبالتالي فمن أهداف "ضمير" كذلك إنهاء هذا التيار الذي حكم على المغرب بالتراجع. وزاد صاحب راوية "ملائكة السراب" أن فكرة حركة "ضمير" كانت موجودة قبل 20 فبراير، إلا أن انطلاق الشرارة الأولى للربيع الديمقراطي بتونس، جعلتهم يؤجلون المشروع ظناً منهم، حسب قوله، في أن ثورة الشباب التي انخرطوا في مشروعها، ستأخذ زمام الأمور وستزيح الفكر التقليداني النكوصي، إلا أن الأمر لم يكن كذلك فعادوا إلى مشروعهم. هل لأن مشروع حركة 20 فبراير كان يهدف لشيء آخر؟ يجيب العروسي بالنفي وبأن حامليه كانوا من الشباب الذين لهم وسائلهم الخاصة في التعبير عن موقفهم من العالم ومن الأوضاع في المغرب، وبالتالي فمشروعهم الحداثي كان ولا يزال هو نفس المشروع، و"لا يمكن أبدا الحديث عن أن "ضمير" أتت لتعوض حركة 20 فبراير" يشير المتحدث.