هكذا يسعى أبالسة الإنس والجن، لنزع الخير عن أهله، وإبعاد أهل الفضل عن فعل الخير، حتى يوصلوا إنسان الخير إلى الخسران، كل ذلك مناقضة منهم للأمر الإلهي الخالد (وافعلوا الخير لعلكم تفلحون) من هنا كانت بداية أستاذي الكريم: أستاذ مادة التربية الإسلامية، الذي ضرب المثل الأعلى في مؤسسته، والنموذج المحتدى به في قسمه، والذي سيبقى منقوشا شكله واسمه وطريقة تدريسه وتوجيهاته النيرة في عقول تلاميذته عندما تلج أعتاب المؤسسة في بداية الحصص الدراسية، -أستاذا كان أو أستاذة- فسوف تجده ينتظرك هناك لأن تفاعله مع الدين الإسلامي علمه احترام الوقت، فليس من الدين التأخر عن العمل دون عذر قاهر، قبل أن تدخل القسم تجده قد كتب التاريخ الهجري قبل الميلادي مذكرا أياك بالأصل والهوية ومنبها على خطورة الاستيلاب الفكري الذي ينسيك أصلك، وتحت التاريخ عنوان الدرس… تدخل القسم تأخذ مكانك، ثم ينطلق الدرس بمراحله، عرض وتقرير، مناقشة وإثارة تفكير، جاذبية وعاطفة حساسة، وابتسامة أخاذة تُنسيك كل شيء إلا متحوى ما تتعلمه… إلى الحصة القادمة إن شاء الله دون تعب أو ملل، أما إذا كان يحكي قصة أو حكمة… ورن الجرس فإذا بلسان التلاميذ جميعا أتمم أستاذ، وهذه العبارة وحدها كافية لك ياأستاذ!؟… بعد نهاية الحصة لابد وأن تسمع وأنت على مكتبك يوميا وفي كل حصة أستاذ: عندي سؤال، عندي مشكلة، أستاذ استفسار… غادر التلاميذ المؤسسة ومرت الأعوام ونسوا الكثير وبقيت أنت في الذكرة، لأنك لم تدرس معلومات وإنما علمتنا منهج حياة، علمتنا كيف نعيش حياة السعداء وأهل الاستقامة، وكيف نحرص على فعل الخير، أنت حقا من ربانا وأحسن تربيتنا، فشكرا ياأستاذ، بك عرفنا ديننا وعلى طريقة تعليمك عبدنا ربنا، تعاليمك سوف ننقلها لغيرنا… وجاء يوم الأنشطة، لا تكاد تجد مؤسسة بدون أنشطة ولن تجد أنشطة بدون أستاذ التربية الإسلامية، لست أدري ما الذي يجعل جل أساتذة المادة يشرفون على نوادي المؤسسات، حركة في العمل إبداع في العروض والأنشطة، وعلى طيلة السنة، لو كان الجميع مثلك لغيرنا أحوال التعليم، ولكننا لانريد للتعليم أن يتغير فلذا سنبدل كل جهودنا لإيقاف طموحك، وإطفاء جذوتك، نحن نريد أن نهدم وأنت وغيرك يبنى. فقط لتعلموا: لماذا الهجوم من عباد الخرافة على مادة التربية الإسلامية؟؟