أمريكا تصنف حماس حركة إرهابية، وتقول إن إسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها. إسرائيل تقدم نفسها كضحية لهجمات 7 أكتوبر. أوروبا تتضامن مع إسرائيل وتدين مقاومة حماس. لكن السؤال الجوهري في سوق الإدانات الغربي هو: هل هذا المكيال بمكيالين يمكنه أن يلغي الحقيقة القائمة على أرض الواقع؟ وهل بإمكانه إعادة صياغة التاريخ؟ الحوارات التي يسمح بها الإعلام الغربي تبدأ بسؤال موحد: هل تدين هجمات حماس؟ ثم لا تحيد الأسئلة عن بداية الصراع منذ 7 أكتوبر، لاغية كل مراحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي منذ 1948، وكأن هذا الإعلام اجتمع في غرفة مغلقة وتوافق على هذه المنهجية في التعامل مع أحداث 7 أكتوبر. img decoding="async" class="lazyload" width="400" height="227" src="data:image/svg+xml,%3Csvg%20xmlns=%22http://www.w3.org/2000/svg%22%20viewBox=%220%200%20400%20227%22%3E%3C/svg%3E" data-src="https://sp-ao.shortpixel.ai/client/to_auto,q_glossy,ret_img,w_400,h_227/http://howiyapress.com/wp-content/uploads/2023/11/111111111111111.png" alt="فيديو.. الصحراء والتط بيع "تازة قبل غ زة" دعاء حاخام الي هود بالمغرب بالنصر لجن ود الاحت ل" data-srcset="https://sp-ao.shortpixel.ai/client/to_auto,q_glossy,ret_img,w_548/http://howiyapress.com/wp-content/uploads/2023/11/111111111111111.png 548w, https://sp-ao.shortpixel.ai/client/to_auto,q_glossy,ret_img,w_300/http://howiyapress.com/wp-content/uploads/2023/11/111111111111111-300x170.png 300w" data-sizes="(max-width: 548px) 100vw, 548px" style="display: inline-block;" / يبدو أن الإعلام الغربي، اجتهد أكثر من اللازم للتحكم في الرأي العام، ومحاولة جعلِه لا ينظر إلا إلى الرواية الإسرائيلية. إنها صناعة الرأي العام بكل تجلياتها وتفاصيلها. لكن يبدو أن هذا الإعلام الغربي بزعامة أمريكا، لم يفلح في توجيه الآراء نحو قبلة تل أبيب، فأصبحنا نشاهد أكبر تظاهرة في تاريخ التظاهر في لندن مساندة للفلسطينيين، قَدَّر عددها المنظمون ب 750.000 متظاهر، وتحدثت صحيفة تلغراف عن أكثر من نصف مليون مشارك. واشنطن هي الأخرى عرفت إحدى أكبر التظاهرات في تاريخها، مساندة للفلسطينيين بحمل العلم الفلسطيني ومطالبة بتوقيف جرائم إسرائيل في حق الأطفال. فرنسا أرادت التحكم القسري في الرأي العام بمنع كل تظاهرة مساندة للفلسطينيين، والسماح فقط بتلك الداعمة لإسرائيل. لكن الرأي العام الواعي بحقيقة الصراع وبتاريخه، أصر في الدفاع عن حقه في التعبير داخل جمهورية "حرية-مساوات-أخوة"، فشهدت شوارع باريس تظاهرات أسبوعية تجمع الآلاف من المشاركين، مقابل تظاهرة باهتة ضد معاداة السامية، لم تجد الكاميرات أي حشود لتقديمها للرأي العام الفرنسي، علما أنها تظاهرة مدعومة من الدولة وتم تجنيد كل الإمكانات والوسائل لإنجاحها، فسارت تركز عدساتها على الصف الأمامي وعلى بعض الوجوه السياسية التي بانت في عزلة تامة عن شعبها. ما وقع في شوارع لندنوباريس، وقع كذلك في معظم عواصم العالم على رأسها واشنطن. لم يكتف الرأي العام الغربي الواعي بطبيعة القضية الفلسطينية، بالتظاهر بالآلاف في شوارع العواصم، بل أبدع أشكالا متقدمة للتنديد بجرائم إسرائيل في حق الإنسانية. منها مثلا رفع الأيدي ملطخة بالدماء مكتوب على سواعدها FREE PALESTINE، في لقاء حضره وزير الخارجية الأمريكي بلينكن وهو ما تسبب له في إحراج كبير. منها كذلك حشود كبيرة تجلس أرضا في مطار أمستردام تنادي بوقف إطلاق النار على المدنيين، رافعة الأعلام الفلسطينية وأكفان رمزية للأطفال. منها كذلك الاعتصام في محطات القطار في واشنطن للمطالبة بإيقاف العدوان الإسرائيلي على غزة. مشاهد تضامن الشارع الغربي مع الفلسطينيين، تُبرز بجلاء صورة سياسيين منفصلين عن شعبهم، وقراراتُهم لا تعكس الرأي العام الداخلي في بلدهم. هذا الانفصام بين الدولة والشارع لم يعد مقتصرا على العالم العربي، بل امتد إلى العالم الغربي بعد أحداث 7 أكتوبر. مقاومة حماس أربكت حسابات الولاياتالمتحدة، وأبرزت أن الشارع الغربي يفهم جيدا طبيعة القضية الفلسطينية التي تتلخص في دولة محتلة وشعب يدافع عن أرضه، وهي الحقيقة على الأرض التي فشل الإعلام الغربي في طمسها وتزييفها في أفق تصفيتها…لتبقى القضية الفلسطينية قائمة وحية إلى حين…