يخرج رجال الشرطة الفرنسية الأربعاء مظاهرة غير مسبوقة للتنديد بحملة "الكراهية" التي تستهدفهم، وهذا جراء المواجهات العنيفة التي اندلعت خلال المظاهرات الرافضة لقانون العمل الجديد. نزل رجال الشرطة الفرنسية اليوم الأربعاء إلى الشارع للتظاهر احتجاجا على تصاعد "الكراهية" ضدهم، والتي ظهرت في ظل تواصل المظاهرات ضد قانون العمل الذي فرضته الحكومة في البرلمان بقوة المادة 49.3 من الدستور والتي تخول لها تبنيه من دون تصويت النواب. باريس: متظاهرون يضرمون النار في عربة للشرطة خلال تجمع مناهض للشرطة وتجمع رجال الشرطة في ساحة الجمهورية في باريس وأمام مراكز الشرطة في أكثر من ستين مدينة. وللشرطة الفرنسية الكثير من النقابات، تحدث قياديوها منذ أيام عن المشاكل التي يلاقونها في السهر على الأمن أثناء التظاهرات الرافضة لقانون العمل. واشتكت نقابات الشرطة في مناسبات من مجموعات من المشاغبين التي تتسلل إلى المظاهرات وتزرع الفوضى، وقام أفرادها في مظاهرات مختلفة بمواجهة الشرطة أو بعمليات تخريب كحرق سيارات وغيرها. الشرطة "الجمهورية" وأكدت النقابية سيلين بيرتون، وهي عميدة شرطة، لإذاعة "فرانس أنتير" على الدور "الجمهوري" الذي تقوم به الشرطة الفرنسية مع التزامها بتعليمات المسؤولين بعيدا عن أي حسابات سياسية. وأوضحت أن "شرطة الجمهورية" تظل ملتزمة بدورها، وتدين الحملات التي تستهدفها. وأظهر استطلاع للرأي نشرته صحيفة "لوفيغارو" اليمينية أن الفرنسيين يحتفظون بصورة إيجابية عن شرطتهم، وبلغت نسبة هؤلاء 82 بالمئة بتراجع طفيف عن 2015 حيث صلت فيه النسبة إلى 83 بالمئة. والمثير في الاستطلاع، وعكس ما تظهره وسائل الإعلام على وجود نوع من التوتر بين الشرطة والشباب، فغالبية هذه الفئة العمرية لديها صورة إيجابية عن الشرطة، وذلك بنسبة بلغت 76 بالمئة. وأوضح الاستطلاع أن 91 بالمئة من الفرنسيين يتفهمون غضب الشرطة. وبلغت نسبة العداء ضد الشرطة 10 بالمئة فيما لم تتجاوز 6 بالمئة في السنة الماضية، وقد يرجع ذلك لمشاهد العنف التي صورت في المظاهرات ضد قانون العمل، وكانت محط انتقاد الكثيرين، وإن كانت الشرطة لا تتردد في معاقبة أي فرد من أفرادها ارتكب تجاوزات. وكان فيديو لشرطي يوجه ضربة عنيفة بكل ما يملك من قوة لرأس متظاهر سقط على إثرها أرضا انتشرت بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، فيما فتحت وزارة الداخلية تحقيقا في الموضوع قبل أن يتم توقيف الشرطي وملاحقته.