كما سبق وأن وعدناكم في المقال السابق المتعلق بالحجز على كمية مهمة من مخدر الشيرا بمنطقة القباب بخنيفرة، وبناء على مصادر الموقع وعلى محضر الحجز، فإن المطاردة التي تعرضت لها العصابة المتورطة في العملية، تمت ميدانيا برئاسة رئيس المنطقة الأمنية لأكلمام أزكزا بتعليمات من السيد مهندس الدولة رئيس مركز المحافظة وتنمية الموارد الغابوية لأجدير حوالي الساعة الثانية وخمسة وعشرين دقيقة صباحا من يوم الجمعة 18 مارس 2016 في إطار مهمة المحافظة على الأرز والمنتوجات الغابوية التي تتعرض للتهريب، حيث أنه ولما أثارت رئيس المنطقة سيارة شحن من الحجم الكبير كانت عابرة بمنطقة "ولغس" التابعة ترابيا لجماعة البرج قيادة موحى أوحمو الزياني، وتثير حمولتها الشكوك، بادر إلى إيقافها لكن دون أن يمتثل السائق للأوامر، مما جعل الرئيس يربط الاتصال برؤسائه المباشرين على مستوى المديرية الإقليمية للمياه والغابات ومحاربة التصحر بخنيفرة الذين باشروا اتصالاتهم كذلك مع السلطات المختصة وتجند رؤساء الوحدات الميدانية لتقديم الدعم لإيقاف سيارة الشحن وإخضاعها لعملية التفتيش. عملية التفتيش هاته، تمت بعد أن ترصد رئيس المنطقة تنقلات السيارة انطلاقا من ولغس ومرورا بالبرج إلى مدينة خنيفرة المركز، إلى غاية منطقة تيزي إيسديدن التي توقفت فيها الشاحنة رغم المواجهة التي حاول سائقها إبداءها، وفي طريق المطاردة كانت سيارة سياحية من نوع رونو كونكو ذات لون رمادي تحمل لوحة إشهارية 6 د 10441 على مستوى خنيفرة تعرقل سيارة المصلحة التابعة للمياه والغابات، بل إن مرافق سائقها قد عمد إلى إشهار سلاح ناري ووجهه نحو رئيس منطقة أكلمام أزكزا، الشيء الذي زاد من الشكوك بشأن وجود سيارة الشحن في وضع مخالفة. تدخل الوحدات الميدانية كان على مستوى المحاور الطرقية الوطنية والجهوية، حيث أسفرت عن محاصرة سيارة الشحن بعد اتخاذها مسلكا محدودا بالمكان الذي يدعى تيزي إيسديدن، حيث لجأ السائق إلى رمي الرئيس بالحجارة ومحاولة المقاومة لكنه فر تحت جنح الظلام مباشرة بعد أن أطلق رئيس المنطقة ثلاث أعيرة نارية، وحضر إلى عين المكان المدير الإقليمي للمياه والغابات بخنيفرة. بعد ذلك، تمت عملية تفتيش محتوى سيارة الشحن وكانت المفاجأة مدوية بالعثور على كمية كبيرة من مخدر القنب الهندي، حيث باشر المدير الإقليمي اتصالاته مع بمختلف السلطات المحلية، وحضر إلى عين المكان عقيد الدرك الملكي بجهة خنيفرة مع فرق مختصة، والسيد قائد القباب رئيس دائرة القباب وعناصر تابعة له، وكانت تفاصيل الحمولة التي عدتها مصالح الدرك، ثمانون حقيبة من الشيرا نوع 4011، وعشرون حقيبة من الشيرا من نوع Gold s، وحوالي ثمانون كيلوغرام من مشتقات القنب الهندي (الكيف – طابا)، وأربع لوحات زوجية إشهارية ذات أرقام مختلفة. هذا وقد بدأت مصالح الدرك بالإقليم والجهة بمباشرة التشخيص القضائي والبحث الميداني بمحيط السيارة، وقامت بوضع اليد على كمية المخدرات المشار إليها، وحجزها إلى جانب سيارة الشحن من نوع ميرسيديس بينز 310D بيضاء اللون وتحمل لوحة إشهارية 50 أ 5738. وتعد هذه العملية التي ساهمت فيها مصالح المياه والغابات من أهم العمليات على مستوى إقليمخنيفرة، لكن وجب التذكير أن المصالح المختصة خاصة الأمنية منها والمنتمية للدرك، لا تقوم بأدوارها كما يجب، إذ كيف يعقل أن تمر الحمولة من مدن وتأخذ مسارات لطرق ثانوية وتلج مدن أخرى، وتخرج منها سالمة، دون أن يتم توقيفها؟