لعل الجميع يتفق على أن دور “الجيش الأبيض ” من أطباء ،ممرضين و كل ممتهي الصحة ،أساسي لحفظ صحة الناس. و يتعاظم صنيعهم عندما يتعلق الأمر بأوبئة فتاكة ك جائحة فيروس ” كورونا المستجد ” covid 16. و كما نلاحظ أثناء متابعاتنا ” المرهقة ” لهذا الوباء عبر العالم ،كيف أن المواطنين و رجال القوات العمومية من : جيش ،شرطة و درك و غيرهم ، يقدمون لهم التحية بكثير من الاحترام و بكثير من التصفيق من شرفات منازلهم في ساعات محددة ،تعبيرا عن عرفانهم و تقديرهم للدور الكبير و المهم الذي يقومون به لصالح الإنسانية و هم في الصفوف الأمامية لهذه المعركة .( الصين ،كوريا ، إيطاليا ،اسبانيا …). إن الشعوب في مختلف أرجاء العالم عبرت عن حبها و إكبارها لتضحياتهم و لإنقاذهم آلاف البشر من الموت. يقينا أن الكلام في هذه اللحظات الصعبة التي تمر منها الإنسانية ،لن يستقيم دون التعرض لهذا ” الجسم ” الذي سمي ” أبيضا” ،ذلك أنه أحيانا يتم الاهتمام بالإحصائيات المتعلقة بأخبار الوباء ،من حيث عدد المصابين ،الموتى و المتماثلون للشفاء ،دون الانتباه إلى هذا ” الجسم الأبيض ” ،و كأنه جزء لا يتجزأ من مسلسل التطبيب، دون الاهتمام بمصائر العاملين ضمنه. إلا أن الحقيقة ” المرة ” هو أن عدد إصابات ” ممتهني الصحة ” في ارتفاع مستمر مما ينعكس سلبا على عمليات التطبيب و صيرورة هذا الوباء. فعلى سبيل المثال لا الحصر : – في ” إيطاليا ” فارق الحياة أكثر من 105 طبيبا. – و في ” إسبانيا ” أصيب 12300 من الطواقم الصحية أي 15%من مجموع المصابين بالفيروس. – و في ” إيران ” توفي ما يزيد عن 100 طبيبا. -و في ” هولندا ” فارق الحياة أكثر من 20 طبيبا. و في المغرب أكد الدكتور : ” محمد بوبكري ” رئيس الهيئة الوطنية للأطباء في إحدى تصريحاته أن إصابة الأطباء عبر ربوع البلاد في تزايد مستمر و يفوق 11 حالة. إن هؤلاء ” المقاتلين الأشاوس ” يضحون بأنفسهم ( و هم يعلمون ) و بعائلاتهم و يضربون عرض الحائط بمصالحهم( إن كانت ) في سبيل إنقاذ مواطنيهم و حماية بلدهم. إنهم و بمناسبة هذه ” الجائحة ” يشتغلون في أقسام العناية الأولية ،و هو ما يطرح السؤال عن شروط السلامة التي يشتغلون فيها بمعية الممرضين و باقي ممتهني الصحة و هم على الخط الأمامي لمعركة القضاء على فيروس ” كورونا ” covid 19.