أحيانا تستفزني،بل دائما في كل زيارة أسبوعية خاطفة لمدينة القصر الكبير بحكم نذرة وقت الفراغ،البشاعة التي تعيش عليها المدينة،التي هي ليست وليدة اليوم،والتي رسمت في أذهان زائريها ثمثلات تعكس التخلف،ومرادفاته،وقد حدث لي طريفة من الطرائف مع أحد مساعدي الملحقة الثقافية بالسفارة اليابانية بالرباط ،وهو مغربي ،لما سألني عن المدينة التي أقيم بهاحينما اجتزت مباراة في اللغة الإنجليزيةبالسفارة من أجل متابعة الدراسة بجامعة طوكيو،فلما أجبته أن الأمر يتعلق بمدينة القصر الكبير، استصغر حالها،بعد أن ذكر لي زيارته لسوق سبتة،وكأنه يلمح أنها خارج التنمية.فأخبرته بعدها بمقوماتها الثقافية والتاريخية،وكان هذا الحدث قبل حوالي 10 سنوات بالضبط. لذلك ولمحو هذه الصورة مستقبلا،لابد من تأهيل المدينة،وبالمناسبة أشير إلى غار المرينة الذي سبق وأن كتبت تدوينة بشأنه قبل ثلاث سنوات ،مرفوقة بصورة لحاله ،لكن لم تحقق التفاعل المطلوب،هذا الغار لابد وأن يخضع للترميم،والنظافة المستمرة،وإصلاح القنوات ،وأقولها بكل صراحة،انطلاقا من القيم التي تربيت عليها،وبدون خلفيات سياسية،ان كان هناك من احتجاج فيجب أن يطال أولا من قام بإنشاء هذا الغار،ومن أهمل نظافته ،وصيانته منذ الوهلة الأولى،وهو يعلم كيف هي حال الأنفاق التي يعبرها القطار في المدن الأخرى،واللبيب بالإشارة يفهم،وليعذرني من يختلف معي. هذا من الناحية المادية،أما من الناحية المعنوية المواطن القصري مطالب بأن تصان كرامته،لا يعقل أن يمنع مواطن مواطنا آخر من ولوج مؤسسة عمومية كدار الثقافة مثلا فقط لأنه ينتمي لتيار سياسي آخر خصوصا عندما تعترف به الدولة ،أو يمارس الإعلام الإلكتروني،وبالأخص ونحن بلد الكرم ،والضيافة في بيوتنا،فبالأحرى عندما يتعلق الأمر بمؤسسة تابعة للدولة . يجب أن نتخلى عن هكذا أفعال تعكس بدائية التفكير،ورجعيته ،ونتعامل على أساس ثقافة الاختلاف،ولذلك أنصح من يمارسون السياسة ،اقرؤوا أولا،تثقفوا أولا،تعلموا أولا،وإلا سيلغيكم التاريخ كما تسقط أوراق الشجر،وافتحوا عقولكم ،وخذوا العبرة أين كنتم،وأين صرتم؟