احتضنت دار المواطن بالرشيدية أول أمس الجمعة 14 دجنبر 2012 لقاء تحسيسيا لمناهضة العنف ضد النساء. اللقاء نظمته المندوبية الإقليمية للتعاون الوطني ويدخل في إطار الحملة الوطنية لمناهضة العنف ضد النساء التي تنظمها وزارة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية خلال الشهر الجاري. وجاء في كلمة للمندوبية الإقليمية للتعاون الوطني بالرشيدية أن "ظاهرة العنف ضد المرأة ظاهرة عالمية وهي من أفدح خروقات حقوق الإنسان". وللتغلب على الظاهرة قالت ذات المتحدثة أنه "وجب إرساء ثقافة المساواة والمناصفة" منوهة إلى أن "المغرب يسعى إلى ذلك منذ 1990 من خلال إنشاء مراكز الاستماع موجهة لفائدة النساء المعنفات". وافتتح اللقاء بعرض شريط تحسيسي أعدته الوزارة المذكورة ويتناول، في ستة دقائق، ظاهرة تعنيف النساء وطنيا ودوليا ويذكر أرقاما وإحصائيات حول الظاهرة. وفي مداخلة له، قال وحدي الزهيدي، عضو المجلس العلمي المحلي بالرشيدية، إنه "لا يمكن للوجود البشري أن يستمر من دون الرجل والمرأة معا" مؤكدا أن "الأصل في الأسرة المودة والرحمة". وأضاف أن "الإسلام يأمر الرجال بالإحسان إلى النساء" مستشهدا على ذلك بكون "الرسول محمد صلى الله عليه وسلم أوصى أصحابه، وهو في فراش الموت، خيرا بالنساء". ودعا وحيدي نساء المسلمين إلى "عدم التبرج وعدم تتبع ثقافة الغرب التي أباحث العلاقات الجنسية خارج بيت الزوجية مبررة ذلك بالحريات الفردية" مؤكدا أن "التاريخ برهن على أنه لما تفسد أمة من الأمم وتكثر فيها الفاحشة فإن الله عز وجل يمحيها من الوجود" مستدلا على ذلك بقوم لوط. ونصح الأزواج ب"عدم الخصام أمام الأبناء والمناقشة بالتي هي أحسن" "لأن آثار الشجار تمتد إلى الأطفال على شكل عقد نفسية قد تقلب حياتهم رأسا على عقب" يضيف ذات المتحدث. وتحدثت شجية بوبلال عن تجربة مركز الاستماع التابع لجمعية الألفية الثالثة لتنمية الفعل الجمعوي بالجنوب الشرقي في الاستماع والإرشاد القانوني ومرافقة النساء المعنفات، مؤكدة أن "ظاهرة العنف ضد النساء تستشري بشكل مقلق ومتزايد بالجنوب الشرقي للمملكة مما يطلب تدخل جميع الأطراف للحد من تفاقمها". من جهتها دعت رشيدة كايدي، رئيسة جمعية أم البنين للأسرة والطفل إلى "جعل اللجوء إلى المحكمة آخر خيار في الحكم بين الرجل والمرأة المتخاصمين" مشددة على أنه "لا يجب أن ننظر إلى المرأة على أنها فرد منعزل بل في منظومة الأسرة المكونة من أكثر من فرد واحد". وعددت رئيسة الجمعية، التي تنضوي تحت نسيج منتدى الزهراء، أنواع العنف الذي يطال النساء بين "المادي والاقتصادي والجنسي والنفسي" مؤكدة على أن "الطرد التعسفي الذي يمارس اتجاه صاحبات اللباس الشرعي من بعض المدارس العليا والإقصاء من التوظيف يعتبر نوعا من أنواع العنف ضد المرأة والذي تجب مواجهته".