يبدو أن أمريكا تبحث عن إثارة المسؤولية الدولية في مواجهة الصين، وفق قواعد القانون الدولي بأي وسيلة كانت، والصين كمتهم رئيسي، ترد بأن الكلام الذي يصدر عن الأمريكيين، لا دليل عليه!! إثارة المسؤولية الدولية وفق قواعد القانون الدولي ممكنة، ويمكن في حال ثبوتها مواجهة الدولة مصدر الفيروس، لأن هناك عدة اتفاقيات دولية تجرم ذلك. يبدو أن الطرح اللاهوتي القائل بأن كرونا جندي من جنود الله آخد في التآكل، وتسرب الفيروس من المختبرات العلمية أمر غير مستبعد، غير أن السؤال الجوهري في هذا الإطار يبقى هو: في اي دولة حدث التسرب الفيروسي الوبائي القاتل؟ وكيف ثم التعامل مع هذا التسرب في حالة وقوعه؟ وهل تم اتخاذ التدابير اللازمة في الحين لتطويقه؟ أم أن هناك مسؤولية تقصيرية في ذلك؟ الولاياتالمتحدةالأمريكية تتوفر على جهاز مخابراتي قوي، وله من الإمكانيات ما لم يتوفر لغيره من أجهزة المخابرات في باقي الدول. كما أنه جهاز متغلغل في كل الأوساط العالمية، من دول، ومنظمات دولية، عبر شبكة عريضة من العملاء. ومن هذا المنطلق، فإن اتهام الرئيس الأمريكي للصين، لا يمكن أن يكون، بأي حال من الأحوال، مجرد تهيؤات من جانب دونالد ترامب. لاشك، أن الرجل بيده تقارير قوية ومؤسسة على معطيات دقيقة، هي التي جعلته ينتفض ضد منظمة الصحة العالمية، وهي التي جعلته يوجه أصابع الاتهام إلى الصين في أكثر من مرة، وهي التي تجعله مصرا على ضرورة إعادة فتح الاقتصاد الأمريكي في ظل معارضة قوية لحكام عدد من الولاياتالأمريكية! الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عقد ندوات صحفية كثيرة، وكلما سئل عن اتصالاته المتكررة مع الرئيس الصيني، لا يعطي أجوبة، ويكتفي بالقول بأن الأمر يتعلق باتصال بين رؤساء دول! هناك مخاوف، من أن يدخل الرئيس ترامب في مفاوضات الربح والخسارة مع بكين لطي اي مسؤولية دولية للصين، في حال ثبوت تسرب الفيروس من مختبراتها، خصوصا، وأن هناك تقارير عديدة لخبراء دوليين، أصبحت تتحدث بشبه يقين، على أن فيروس كورونا يتضمن قطعة من فيروس السيدا، وأن تسربه لم يكن مقصودا، بل كان ناتجا عن عدم إتخاذ الاحتياطات الكافية لمنع ذلك! ترامب معروف عنه أنه رجل الصفقات الكبرى التي تدر ملايير الدولارات على الخزينة الامريكية ولو تعارض ذلك مع حقوق الإنسان، ويمكن في هذا الاطار، استحضار صفقته مع السعودية، في قضية خاشقجي، وهي الصفقة التي كان عائدها المالي، ملايير الدولارات. وباستحضار التاريخ أيضا، فإنه حتى في الحروب العالمية التي شهدتها الإنسانية، كانت امريكا دائما ما تخرج منتصرة في الاخير، واليوم في ظل جائحة كرونا، من غير المستبعد أن تكسب أمريكا الرهان في علاقتها مع الصين، من خلال صفقة سرية للتستر على مسؤوليتها الدولية في تسرب الفيروس الذي أودى بأرواح آلاف البشر، وبالتالي فإن الخاسر الأكبر ستكون هي الدول الأوربية، وغيرها من دول العالم، لأن الصين في المقام الأول والأخير، تعد من اللاعبين الدوليين الكبار في الأممالمتحدة، ومن الصعب لي ذراعها بسهولة في حالة ثبوت مسؤوليتها عن تسرب الفيروس.