حوار . فاطمة شكيب - قال طالع سعود الأطلسي، الذي اختير يوم السبت 20 يوليوز، رئيسا ل "ملتقى الحوار الديمقراطي"، إن الملتقى لم يؤسس ضد أي أحد كان و لم يقصي أي أحد. وكان الجمع التأسيسي للملتقى قد شهد هيمنة مثقفين يساريين أغلبهم محسوبين على "الاتحاد الاشتراكي"، في ظل غياب تام لأي مثقف من الحساسية الإسلامية، وهو ما دفع إلى التساؤل عما إذا كان الملتقى قد أسس لمواجهة الإسلاميين؟ فيما يلي حوار قصير مع سعود الأطلسي يرد فيه عن هذا السؤال. الملاحظ غياب فعاليات إسلامية ضمن المؤسسين ل"ملتقى الحوار الديمقراطي" الذي عقدتم اجتماعه التأسيسي السبت الماضي؟ هدف المبادرة التي قمنا بها فكري، ولم نراع أبدا انتماء أي أحد لأي جهة معينة، كما أن اللقاء عرف حضور ومشاركة مفكرين في الفكر الإسلامي، ونذكر على سبيل المثال عبد الإله بلقزيز ومحمد سبيلا. وعند تنظيمنا لهذا الجمع لم نأخذ موضوع التيارات الاسلامية بمعناه السياسي، والدليل على ذلك أننا استدعينا الفقيه الإسلامي ومدير دار الحديث الحسنية بالرباط أحمد الخمليشي، وأمين عام الرابطة المحمدية للعلماء، أحمد العبادي غير أنهما اعتذرا عن الحضور لالتزامات رسمية. كما أننا في اللقاء لم يكن هدفنا استضافة ممثل عن كل حزب أو تيار، بل إن لقاءنا كان فكريا بالدرجة الأولى. الملاحظ أيضا هيمنة مثقفين ينتمون إلى حزب "الاتحاد الاشتراكي"، ألن يجعل هذا الأمر الملتقى تابعا لهذا الحزب؟ المثقفون الذين حضروا للقاء هم في الغالب شعراء ومفكرين، قدموا بصفتهم الفكرية، وهي الصفة الغالبة على صفتهم الحزبية، فعند اتصالنا بثريا مجدولين مثلا استهدفنا فيها ذاك البعد الشعري الثقافي. ويوجد ضمن المشاركين في اللقاء من هم غير منتمين لأي حزب معين، والمثال على ذلك الكاتب محمد سبيلا. وبالتالي يمكن القول أن الهدف كان فكريا، وبطبيعة الحال فالفكر لا يخلو من البعد السياسي، لذا علينا أن نواكب التحول الذي يعرفه المغرب فكريا وسياسيا، فلم نؤسس الجمع ضد أحد ولم نقصد أن نقصي أحد. هل أنتم مستعدون لفتح نقاش مع حزب يساري مثل "النهج الديمقراطي"، حول خياراتهم السياسية؟ ومع تيارات إسلامية ك'العدل والاحسان وتيارات السلفية بكل تلاوينها؟ طبعا يمكن ذلك، يمكننا فتح نقاش مع النهج وغير النهج، بالرغم من أننا نختلف معه على عدة مستويات، غير أن هذا الأمر لا يمنع من فتح حوار معه، ومن يريد أن يحاورنا يجب أن يكون مقتنعا ومؤمنا بالديمقراطية، فأي شخص أو جهة مقتنعة بضرورة تطوير مفهوم الديمقراطية نحن مستعدون للتحاور معها، ولن نتحاور مع من لا يؤمن بالحوار والديمقراطية.