دعت حركة الشباب الأخضر بطنجة، إلى اتخاذ تدابير فورية وصارمة لمواجهة الوضع البيئي المقلق في وادي المنطقة الحرة باجزناية، وتأثيره على صحة السكان أولاً، وعلى النسيج الطبيعي للمنطقة ثانياً. واعتبرت الحركة في رسالة وجهتها أمس الإثنين 26 غشت الجاري، لوالي جهة طنجةتطوانالحسيمة حصل "لكم" على نسخة منها، أن التهديدات البيئية، قد تؤدي، إذا لم يتم السيطرة عليها بسرعة، إلى عواقب لا يمكن عكسها.
وأوضحت الرسالة، أن قنوات الصرف الصحي تصب بدون معالجة مسبقة المياه العادمة مباشرة في هذا الوادي، مما يخلق بؤرة تلوث تتسرب بشكل خطير. وما يزيد الأمر خطورة هو المخلفات الكيميائية والزيوت الصناعية التي تنضاف إلى هذا التلوث -وهو ما سبق توثيقه على مستوى شاطئ مرقالة مسبقا-، مما يهدد صحة المواطنين بشكل كبير. وطالبت الرسالة التي حملت توقيع المكتب المركزي للحركة، بإجراء تحاليل دورية وشاملة لمياه الوادي للكشف عن مصادر التلوث والقضاء عليها، وبتعزيز نظام معالجة المياه العادمة في المنطقة بشكل عاجل لضمان فعاليته التامة، مؤكدة على ضرورة تنفيذ إجراءات صارمة لمنع تصريف أي مخلفات كيميائية من الشركات المحيطة بالواد. وقبل أن تطلب الرسالة من والي الجهة، اتخاد المتعين لحماية البيئة وصحة وسلامة المواطنين، الذين يتعرضون حالياً لخطر كبير، دعت حركة الشباب الأخضر إلى محاسبة شركتي أمانديس وفيوليا المسؤولتان مباشرة عن التقاعس في معالجة هذه الظاهرة. هذا، ولم يفت الرسالة الإشارة إلى أنه تم توثيق تواجد قنوات الصرف الصحي التي تصب مياهها العادمة دون معالجة مباشرة في الوادي، مما يسبب روائح كريهة وانتشار أسراب من الحشرات التي تتكاثر في هذه المياه. وما يزيد الأمر سوءاً هو نفوق بعض الطيور البحرية بين الفينة والأخرى، ما يعني وجود ترسبات سامة تتطلب تحليل مياهها للكشف عن مصادر التلوث. ودعا ذات المصدر، إلى تعزيز نظام معالجة المياه العادمة في المنطقة، ومحاسبة شركة "أمانديس" عن تقاعسها. كما دعت إلى إجراء دوريات مراقبة لشركات المنطقة الحرة للتأكد من مصير زيوت الآليات والمخلفات الكيميائية الصناعية، واتخاذ إجراءات صارمة في حالة وجود أي مخالفة. في ذات السياق، أكدت الرسالة على أن الوضع يصبح أكثر خطورة، لأن المياه الملوثة من الواد تصب مباشرة في شاطئ سيدي قاسم، وهذا يعرض السباحين ورواد الشاطئ لخطر صحي غير مقبول، مؤثرا تبع لذلك بشكل مهول على مياهنا الساحلية. إن الحالات المتكررة من نفوق الطيور البحرية التي لاحظناها تعتبر مؤشرات مقلقة على تزايد سمية هذه المنطقة، تختم الرسالة.