في إطار برنامجه الإعدادي، تحضيرا لنهائيات بطولة كأس أمم إفريقيا التي سيستضيفها المغرب في الفترة الممتدة ما بين 21 دجنبر 2025 و18 يناير 2026، وتصفيات كأس العالم 2026 التي ستقام في كندا والمكسيك والولايات المتحدةالأمريكية من 11 يونيو إلى 19 يوليوز 2026. ومباشرة بعد خوض المنتخب المغربي مبارتيه الوديتين ضد منتخبي تونس والبنين اللتين عاد فيهما الفوز تواليا لصالح أسود الأطلس بحصتي (2/0) و(1/0)، تجددت الانتقادات الموجهة للناخب الوطني وليد الركراكي، وخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، بدعوى أن المنتخب لم يكن في مستوى تطلعات الجماهير الرياضية من حيث الأداء المتذبذب والخطة العقيمة. حيث توزعت الانتقادات بين سوء الخيارات التقنية للناخب الوطني الركراكي، من خلال إقدامه على استدعاء لاعبين غير مؤهلين لحمل القميص الوطني واستبعاد أسماء لاعبين آخرين يشهد لهم الكثير من المحللين الرياضيين بعلو كعبهم وما يتميزون به من تألق لافت في دوريات كبرى، فضلا عن استدعاء بعض العناصر دون أن يمنحهم فرصة الكشف عن مؤهلاتهم الكروية أمام الجماهير المغربية، والتركيز فقط على ذات العناصر القديمة، استمرار بعض العيوب التقنية وغياب نهج تكتيكي واضح وناجح من طرفه، وخرجاته الإعلامية المتشنجة التي ما فتئت تستفز عديد الإعلاميين والجماهير الغيورة على الوطن. لذلك يتساءل الكثيرون عما سبق أن تعهد به أمام المغاربة من بحث عن خلف لجيل ملحمة كأس العالم بقطر 2022 يكون قادرا على رفع التحديات؟ ومما زاد من قلق المغاربة وتخوفهم من ضياع الكأس مرة أخرى من بين أيديهم وفوق تراب وطنهم، هو أن رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم فوزي لقجع، لم يتأخر في الإعلان عن عزمه عقد اجتماع مع الناخب الوطني وليد الركراكي في غضون الأسبوع القادم ما بين 16 و22 يونيو من أجل وضع النقط على الحروف، من خلال مناقشة بعض مستجدات النخبة الوطنية ومن بينها الحصيلة الإجمالية في المقابلتين الوديتين اللتين أجريتا ما بين 6 و9 يونيو 2025، وهناك من ذهب إلى حد إمكانية المطالبة بتغيير أعضاء الطاقم التقني بالكامل، لعدم قدرتهم على الإتيان بالإضافة المرجوة. لذلك ازدهرت الشائعات حول ضرورة إقالة الناخب الوطني وتعالت الأصوات المنادية بالتعجيل برحيله، بعد أن تبين للمتابعين والمهتمين أن أداء النخبة الوطنية لا يرقى إلى مستوى تطلعات الجماهير الرياضية المغربية وتحقيق الفوز بكأس أمم إفريقيا. وليست هذه المرة الأولى التي تمارس فيها مثل هذه الضغوطات الجماهيرية والإعلامية التي تنتقد تراجع أداء المنتخب، كما أنها ليست المرة الأولى التي تنتشر فيها مثل هذه الدعوات المطالبة بالتغيير على منصات التواصل الاجتماعي، غير أن مصادر مسؤولة من قلب الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ظلت دائما تتصدى لها وتشدد على استمرار وليد الركراكي مشرفا على العارضة التقنية للنخبة الوطنية، حيث أن عقده يمتد إلى غاية نهاية سنة 2026، وأنه لا وجود البتة لنية تغييره لدى كبار المسؤولين في الوقت الراهن، لكن مصيره سيبقى معلقا ببطولة كأس أمم إفريقيا، وإذا لم يتحقق الهدف وإحراز الكأس يمكن للجامعة إذاك دراسة مسألة الانفصال بالتراضي. فلا أحد منا ينكر أن وليد الركراكي يمثل رمزا كرويا بعد أن تمكن من قيادة أسود الأطلس إلى نصف نهائي كأس العالم في قطر 2022، وهو الإنجاز التاريخي الذي لم يستطع أي مدرب مغربي أو أجنبي تحقيقه من قبل، وأن هناك ضغطا جماهيريا رهيبا ليس فقط عليه وحده، بل كذلك على معظم اللاعبين الذين وقع عليهم الاختيار في تمثيل الألوان المغربية، الذين يرون بدورهم أنه ليس أمامهم من خيار آخر سوى الاحتفاظ بالكأس الغالية في المغرب مهما تطلب الأمر من جهود مضنية وتضحيات جسام، لاسيما أن المنافسات ستجرى داخل الأراضي المغربية وفوق عشب ملاعبها الرياضية… لذلك يتحتم علينا في ظل الظروف الصعبة التي يمر منها الركراكي ألا نستمر في استفزازه ومؤاخذته على ما يبدر منه خلال الندوات الصحافية من تصريحات وأجوبة غاضبة، حيث أنه لا يعمل سوى على محاولة تصريف ذلك الضغط الكبير الذي يعيش على إيقاعه، ويبدو عاجزا عن حسن تدبيره وضبط أعصابه، وأن نجعله يدرك جيدا وبشكل سلس أن الغرض من تلك الانتقادات المتوالية ليس الحط من قيمته وتثبيط عزائم اللاعبين، وإنما هو فقط من أجل بث روح التحدي والحماس في أعماقهم، خاصة أنه طالما تعهد أمام الجماهير بالفوز باللقب. إن اعتزازنا بمغربيتنا وحبنا للوطن يحتمان عليان أن نلتف حول قائدنا الملهم الملك محمد السادس الذي لم ينفك يولي اهتماما كبيرا بالرياضة عامة وكرة القدم خاصة، ويتجلى ذلك من خلال عديد المبادرات والمشاريع الهادفة إلى النهوض بالقطاع الرياضي وتطويره في المغرب والقارة الإفريقية على حد سواء، وتحفيز الشباب على ممارسة الرياضة، باعتبارها وسيلة لتعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية والقيم الإيجابية كالانضباط والعمل الجماعي والمنافسة الشريفة ومن جانبنا علينا جميعا جماهير وجامعة ملكية لكرة القدم وسلطات محلية وفعاليات المجتمع ووسائل الإعلام وغيرها، أن نحرص على تكثيف الجهود في اتجاه إنجاح هذه التظاهرة الرياضية والعمل بجدية على رفع الضغط عن الناخب الوطني الركراكي ووليداتو، وتوفير كافة الظروف الملائمة لهم، بما يمكنهم من الاشتغال في أجواء سليمة ومحفزة، بعيدا عن التشنجات والانتقادات المحبطة…