تحتضن مدينة الدارالبيضاء، ما بين 18 و21 شتنبر الجاري، فعاليات الدورة الثالثة والعشرين من مهرجان "البولفار"، بمشاركة 37 فرقة موسيقية من المغرب وعدة بلدان أجنبية. وأوضح المنظمون خلال ندوة صحفية عقدت مساء الثلاثاء أن برمجة هذه السنة ستكون غنية ومتنوعة، وتشمل سهرات موسيقية حية، ومنافسات "تريمبلان لبولفار"، وعروض سيرك ورقص، وورشات، وسوقا إبداعيا، إلى جانب عروض "كوسبلاي". وأكد مدير المهرجان محمد المغاري أن دورة هذه السنة تواصل النهج الذي ميز "البولفار" منذ تأسيسه سنة 1999، من خلال الجمع بين فرق معروفة وأخرى صاعدة في فضاء حقيقي مجهز بالصوت والإضاءة والجمهور، وليس مجرد منصة رمزية. وأبرز أن المهرجان يستقطب هذه السنة فرقاً من فلسطين والنيجر وفرنساوالسويد والمجر وترينيداد وتوباغو، إلى جانب فرق مغربية من بينها "حاري"، "لون"، "سكينة فحصي"، "بومبينو"، و"سعد تيولي"، فيما سيشارك من الخارج "غورود" من فرنسا، "كاتاتونيا" من السويد و"كوين أوميغا" من ترينيداد وتوباغو.
ويُعد مهرجان "البولفار"، الذي انطلق في نسخته الأولى قبل 26 سنة بمبادرة من مجموعة من الشباب، واحدا من أبرز المنصات الثقافية المستقلة في المغرب. وقد نشأ كمسابقة لاكتشاف المواهب الشابة في أنماط الراب والروك والفيزيون، قبل أن يتحول إلى تظاهرة كبرى تجمع بين العروض الموسيقية وورشات التكوين وفنون الشارع مثل الغرافيتي عبر برنامج "صباغة باع باع". ويستقطب المهرجان جمهورا واسعاً من الشباب المهتمين بالثقافة الحضرية، وشكل على مدى سنوات ملتقى لفنانين بارزين من جميع أنحاء العالم. ويؤكد المنظمون أن المهرجان يحافظ على استقلاليته عبر جمعية EAC-L'Boulvart، التي تتولى التنظيم منذ البداية دون تدخل سياسي مباشر، فيما يعتمد على رعاية مؤسسات اقتصادية كبرى مقربة من السلطة، إلى جانب وسائل إعلام مثل "قريبة هي الأخرى من السلطة. ويشدد مديروه على أن هذه الرعاية تقتصر على التمويل دون فرض أي توجيه على البرمجة الفنية. ورغم هذه الاستقلالية، يرى مراقبون أن حضور المهرجان في قلب العاصمة الاقتصادية وارتباطه بجمهور واسع من الشباب يمنحه بعدا يتجاوز الفني إلى الاجتماعي والسياسي، ما يجعله حدثا رمزيا تحرص السلطات الرسمية على تشجيعه واستمراره ضمن المشهد الثقافي الوطني. غير أن القائمين عليه يرفضون أي تسييس للتظاهرة، مؤكدين أن هدفها الأساسي يبقى دعم المواهب الشابة وتوفير فضاء للتعبير الحر، في وقت يواصل فيه المهرجان لعب دور منصة للتلاقي بين فنانين مغاربة وأجانب، ويشكل علامة بارزة في الخريطة الثقافية لمدينة الدارالبيضاء.