في تقرير نشرته صحيفة «لوموند» الفرنسية، كشف المراسل الخاص للصحيفة في أكادير، سيمون روجي، عن تفاصيل مقتل الشاب المغربي عبدالصمد أوبالات، البالغ من العمر 24 عاماً، وهو طالب في معهد السينما بمدينة ورزازات، خلال الاحتجاجات التي شهدتها مدينة القليعة، ضواحي أكادير، ليلة الأول إلى الثاني من أكتوبر الجاري. وبحسب ما أوردته الصحيفة، فإن الطالب كان يصوّر بهاتفه وقائع الاحتجاجات التي اندلعت ضمن موجة تحركات يقودها شباب "جيل زد"، قبل أن يُصاب برصاصة في الرأس أودت بحياته على الفور، وفق ما أكدته صور التقطها أقاربه داخل المشرحة.
طالب جاء للتصوير.. فعاد جثة هامدة تقول الصحيفة إن أوبالات، المعروف بين أصدقائه بشغفه بالتصوير والإخراج الوثائقي، كان على بُعد نحو 70 متراً من مبنى الدرك الملكي عندما أصيب. وتشير المعطيات التي جمعتها «لوموند» إلى أن الطلقة جاءت من أحد عناصر الأمن الذين كانوا متحصنين داخل مقر الدرك، رغم أن الطالب لم يكن ضمن المجموعات التي هاجمت المبنى بالحجارة والعصي، حسب لقطات كاميرات المراقبة التي اطلعت عليها الصحيفة. وأضافت "لوموند" أن الشاب لم يكن مشاركاً في أعمال العنف أو التخريب، بل كان يوثّق الأحداث بعدسته، في إطار مشروع جامعي حول الحركات الاحتجاجية الشبابية في المغرب. ثلاث ضحايا في ليلة واحدة تشير «لوموند» إلى أن عبدالصمد أوبالات كان واحداً من ثلاثة ضحايا سقطوا في تلك الليلة بمدينة القليعة، التي يبلغ عدد سكانها نحو 100 ألف نسمة، حيث شهدت مواجهات عنيفة بين محتجين وقوات الأمن، في سياق مظاهرات عمّت عدداً من المدن المغربية منذ نهاية شتنبر الماضي. وتقول الصحيفة إن السلطات المغربية لم تصدر حتى الآن بياناً رسمياً حول ملابسات مقتله، فيما تتواصل دعوات على وسائل التواصل الاجتماعي للمطالبة بتحقيق نزيه في الحادثة، التي تحوّلت صور الضحية فيها إلى رمز جديد لحركة الشباب المطالبين بالإصلاح، على حد ما جاء في مقال "لوموند".