هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإرسال قوات أميركية "مدججة بالسلاح" إلى نيجيريا إذا لم تتخذ حكومتها إجراءات لوقف ما وصفه ب"قتل المسيحيين على أيدي إسلاميين"، محذراً من وقف المساعدات الأميركية وإعداد خطة لهجوم عسكري محتمل. وقال ترامب عبر منصته "تروث سوشال" إن المسيحية تواجه "تهديداً وجودياً" في نيجيريا، مشيراً إلى أن بلاده قد تتحرك "بسرعة وحزم" ضد "الإرهابيين الإسلاميين"، رغم عدم تقديمه أدلة على مزاعمه.
في المقابل، ردت الرئاسة النيجيرية عبر مستشارها الإعلامي دانيال باوالا بالتأكيد على أن الرئيس بولا أحمد تينوبو يرغب في لقاء ترامب قريباً لمناقشة هذه القضايا، مشيرة إلى أن الإرهاب في نيجيريا يستهدف مختلف الفئات الدينية. وأوضح باوالا أن ترامب ساعد سابقاً نيجيريا في شراء أسلحة لمكافحة الإرهاب. من جانبه، أعلن وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث أن وزارة الدفاع "تستعد للتحرك"، في حال فشلت الحكومة النيجيرية في حماية المسيحيين. وأثارت تصريحات ترامب تفاعلاً واسعاً في الأوساط المحافظة الأميركية، إذ دعا نواب جمهوريون مثل كريس سميث وتيد كروز ورايلي مور إلى إدراج نيجيريا ضمن قائمة "الدول ذات الاهتمام الخاص" المتهمة بانتهاك الحرية الدينية، وهو ما أعلن ترامب أنه سيفعله. أما الرئيس تينوبو فرفض اتهامات عدم التسامح الديني، مؤكداً أن "الحرية الدينية والتسامح مبدآن أساسيان في هوية نيجيريا الوطنية". وتشهد نيجيريا، المنقسمة بين شمال مسلم وجنوب مسيحي، عنفاً مزمناً منذ أكثر من 15 عاماً بسبب جماعة بوكو حرام وهجمات العصابات في الشمال، إضافة إلى صراعات متكررة في الوسط بين رعاة مسلمين ومزارعين مسيحيين، غالباً بدوافع اقتصادية وأرضية أكثر منها دينية.