يمكن لوجهة أكادير أن تراهن على السياحة الجيولوجية، بعد تأكيد اكتشاف مسار ثان لآثار أقدام الديناصورات في منطقة تغازوت. هذا الاكتشاف، الذي يربط تاريخيا هذا الموقع بموقع أنزا، يمثل فرصة حقيقية لتطوير النشاط السياحي. ووفقا للمعلومات التي تلقاها موقع "لكم"، فقد إعتماد هذه الاكتشافات المهمة من قبل خبراء الجمعية المغربية للتوجيه والبحث العلمي، مما يعزز مكانة الساحل الأطلسي لأكادير كجزء من مسار علمي مخصص للسياحة الجيولوجية.
استكمالا لنجاح أكادير وشواطئها الشمالية في ترسيخ نفسها كوجهة مفضلة لعشاق ركوب الأمواج والرياضات البحرية، بفضل وجود أكثر من 14 موقعاً مخصصا لذلك، إلى جانب تطور منظومة اقتصادية كاملة حول هذا النشاط، فإن سلسلة الاكتشافات القديمة، التي تُوّجت مؤخرا بتأكيد وجود مسار ثان لآثار أقدام الديناصورات في تغازوت، تفتح الباب أمام فرصة فريدة للمنطقة للاستثمار في السياحة الجيولوجية الساحلية. وبعد أكثر من عقد على اكتشاف آثار أقدام الديناصورات في أنزا، أكدت الجمعية المغربية للتوجيه والبحث العلمي مؤخرا وجود آثار ثانية لديناصورات من نوع "ثيروبود" في منطقة تغازوت، شمال أكادير في اتجاه الصويرة. وقد أكد الخبراء، وفق ما نقلته الجمعية، بعد زيارتهم للموقع أن هذه الآثار تعود فعلاً لديناصورات، وحددوا ثلاث بصمات مميزة تشكل مساراً واضحاً، يربط موقعي أنزا وتغازوت برابط تاريخي يعود إلى عصور ما قبل التاريخ. وتشير التحاليل الأولية إلى أن هذه الآثار الجديدة تعود إلى نفس الحقبة الزمنية التي تعود إليها آثار أنزا الشهيرة. وسيتم إجراء دراسات علمية أكثر دقة لتحديد عمرها بدقة وتقييم أهميتها. وطالبت الجمعية السكان والزوار بحماية هذا الموقع الثمين وتجنب الإضرار به. كما بادرت إلى صنع قالب لإحدى هذه الآثار، سيتم عرضه قريباً في متحف الجيولوجيا والتاريخ في أنزا، حفاظاً على هذا التراث الجيولوجي وتثميناً له. ويشكل إدماج هذه المسارات ضمن العرض السياحي لأكادير ميزة تنافسية تعزز الانتقال نحو السياحة الجيولوجية الساحلية، بإضافة بُعد علمي وثقافي جديد إلى الأنشطة الرياضية المعروفة في المنطقة. ورغم أهمية هذا الاكتشاف، ما زال تثمين هذا التراث وتأمينه متأخراً، إذ يظل الموقع مهدداً بالتآكل بفعل العوامل الطبيعية والأنشطة البشرية. يُذكر أن آثار أقدام الديناصورات في أنزا اكتشفت عام 2013 بفضل سكان المنطقة، بعد أن كانت تُنسب في الموروث الشعبي إلى طيور النورس، لكن الدراسات العلمية أثبتت لاحقا أنها تعود إلى ديناصورات ثيروبودية لاحمة وأخرى من البتروصورات (زواحف طائرة). وقد كشفت أمواج المحيط الأطلسي عن حوالي 200 أثر محفوظ على سطح صخري يمتد على أكثر من 300 متر، وهو ما يجعلها أطول مسارات الديناصورات المكتشفة في المغرب، حيث يُقدّر العلماء أن هذه الكائنات كانت تتجول في المنطقة قبل حوالي 85 مليون سنة، خلال العصر الطباشيري الأعلى (السانتوني). ورغم تحديد أنواع الديناصورات التي خلّفت تلك الآثار، واستعداد الباحثين لنشر نتائجهم في مجلة علمية متخصصة، إضافة إلى إنجاز خريطة ثلاثية الأبعاد للموقع بعد ثلاث بعثات ميدانية، فإن جهود الحماية والتثمين السياحي للموقع ما تزال متأخرة بشكل ملحوظ.