كشف محمد سعد برادة، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، عن أولوياته خلال السنة المالية المقبلة 2026، من خلال التقليص من الهدر المدرسي، عبر اعتماد مقاربة شمولية للتصدي لهذه الظاهرة، تقوم على الرصد المبكر لحالات الانقطاع، وتفعيل خلايا اليقظة. كما تشمل الأولويات مواصلة التوسيع التدريجي لنموذج "مؤسسات الريادة" بالسلكين الابتدائي والثانوي الإعدادي، الذي تراهن عليه الوزارة كمدخلٍ جوهري لتجويد الأداء التربوي داخل الفصول الدراسية، بعد أن أظهرت التقييمات الداخلية والخارجية المنجزة حول هذا النموذج نجاعته في تحسين جودة التعلمات. ومن بين هذه الأولويات أيضاً توسيع العرض المدرسي، والتأهيل الجزئي أو الشامل للمؤسسات التعليمية والداخليات، والحد من الاكتظاظ، من خلال بناء مؤسسات تعليمية جديدة وتوسيع المؤسسات القائمة. وقد تم على المستوى الوطني تحديد هدف خفض مؤشر الاكتظاظ برسم هذه السنة الدراسية من 1.7% حالياً إلى 1% في التعليم الابتدائي، ومن 15.5% حالياً إلى أقل من 5% في الثانوي الإعدادي، ومن 12.9% إلى أقل من 5% في الثانوي التأهيلي. وأكد الوزير برادة، خلال كلمته أمس الأربعاء 10 دجنبر الجاري بمناسبة انعقاد أشغال المجلس الإداري للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة سوس ماسة بمقر الأكاديمية، أن ما "تعيشه منظومة التربية والتكوين في هذه المرحلة الدقيقة من مسار وزمن الإصلاح، يتطلب منا الوقوف على التقدم الحاصل في تنزيل المشاريع الإصلاحية على مستوى الجهة، وتسريع وتيرة التنزيل". كما أشار إلى أن "مناسبة التداول في مشروعيْ ميزانية وبرنامج عمل الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة سوس ماسة لسنة 2026، تستلزم التركيز على مجموعة من الأوراش ذات الأولوية، التي خصصت لها الوزارة أغلفة مالية مهمة ضمن ميزانيتها القطاعية، والتي تتطلب تظافر جهود الفاعلين والشركاء على مستوى هذه الجهة، من أجل تنزيلها الميداني بكل فعالية ونجاعة". وشدد الوزير برادة على أن "رفع مختلف هذه التحديات، وتكريس دينامية الإصلاح التي بدأنا نلمسها في المؤسسات التعليمية وفي قلب الفصول الدراسية، يستلزم تظافر الجهود، وتعزيز الانخراط في ورش الإصلاح التربوي، الذي يقع في صلب المشروع المجتمعي لبلادنا، لارتباطه بتأهيل الرأسمال البشري، ليساهم في تنمية بلادنا على كافة الأصعدة". وفي ختام كلمته، أثنى الوزير برادة على نساء ورجال التعليم وكافة مسؤولي وموظفي الأكاديمية، على الجهود المتواصلة التي يبذلونها، داعياً إياهم إلى المزيد من الانخراط والتعبئة، "حتى نوفق في إنجاح أوراش تجديد مدرستنا المغربية، لجعلها رافعة حقيقية لترسيخ مغرب الديمقراطية والتنمية والازدهار".