قالت حركة "مغرب البيئة 2050" إن مأساة آسفي تتكرر مع كل سنة مطيرة بجميع المدن المغربية المهملة، التي يخترقها واد جاف أو شعبة، يتجدد سيله موسميا وقد يحمل في بعض العواصف ويباغث الساكنة بمجرى كاسح ومدمر، كل عشرين أو خمسين أو مائة سنة. وأوضحت سليمة بلمقدم المهندسة المنظرية، رئيسة الحركة، أن الطبيعة منظمة وخارقة، بصرف النظر عن آثار التغيرات المناخية، ففي المنطقة المتوسطية، للوادي ذاكرة، ويا عجبا للإنسان الذي يفقد الذاكرة والذوق والعقل أمام الظواهر والقوانين الطبيعية. وأكدت في منشور على صفحة الحركة الرسمية بفايسبوك، أن واد الشعبة، بآسفي، المعروف عند السفيانيين منذ نشئة المدينة، والموثق بخطورة فيضانه على مدى 3 قرون، كان يجب أن يكون "الرأس مال البيئي" والمنظري للمدينة، لو تم تحضير الحس الوطني والهندسي لفاعليها الترابيين. وأضافت "المسؤولون على علم بالصغيرة والكبيرة، من حيث إعداد واعادة تأهيل تراب المدينة، لكن التهميش والإهمال وتقديم التفاهات والثانويات على الأساسيات مازال هو النهج الرسمي بالجماعة الترابية والوكالة الحضرية ووزارة إعداد التراب، كما أن نضال الساكنة غائب أو مغيب، وهذا أمر أساسي وجب التذكير به". وشددت بلمقدم على أن آسفي، من أعرق المدن المغربية، ذات المؤهلات الطبيعية البيئية الرائعة، لكن الإهمال يخربها ببطئ، لأنها مدينة عمالية، محذرة من تكرار سيناريو الحوز بباقي دواوير "المدن"، فالمسؤولون إذا لم يقوموا بعملهم، هاهي الطبيعة، وليست التغيرات المناخية، تقوم بعملها.