05 فبراير, 2018 - 05:31:00 قال القيادي في حزب العدالة والتنمية، والباحث في التراث الإسلامي، أبو زيد المقرئ الادرسي، إن "التعليم في المغرب فيه تكريس للتبعية بمسميات مختلفة، كالانفتاح، والعولمة، ومواجهة تحديات العصر"، مشيرا "أن الدول التي كانت في نفس مرتبة المغرب في مستوى التنمية في الستينات تفوقت علينا بدرجات كبيرة، لأنها نجحت من حيث فشلنا أي في قطاع التعليم". وأضاف الادريسي في المداخلة التي قدمها باسم فريق "حزب العدالة والتنمية، بمجلس النواب، في جلسة المساءلة الشهرية لرئيس الحكومة، أن المغرب يوجد على رأس القائمة على مستوى الانفاق في قطاع التعليم، وفي المردوية والجودة يجود في ذيل هذه القائمة، وبالتالي هناك مفارقة غير منطقية لا تفسر هذه الهوة بين تمويل مرهق للدولة ومردودية مخجلة للتلاميذ على حد وصفه. وأوضح الادريسي أم مليون طفل لايصلون إلى المدرسة أصلا، و300 ألف طفل يغادرون المدرسة في المرحلة الابتدائية، و200 ألف يغادرون التعليم في المستوى الثانوي. وأشار أبو زيد الادريسي أيضا إلى ما أسماه "ظاهرة النزوح إلى القطاع الخاص"، وإلى الاعتماد على اللغة الفرنسية في كليات الطب وشعب الاقتصاد والعلوم في الجامعات، معتبرا أن الانسان لا يبدع خارج لغته. وأكد الادريسي أن السياسات اللغوية في المغرب هي سياسات فاشلة، تعمل على التمكين للسياسة اللغوية الاستعمارية، وتساءل الادريسي عن السر وراء عدم الابقاء على على اللغة الاسبانية، باعتبار أنها اللغة الثانية في العالم بعد الانجليزية، حيث قام المغرب على امتداد نصف قرن من الاستقلال على محو الوجود اللغوي الاسباني ليس لصالح لغاتنا الوطنية بل لصالح الفرنسية. وقال أبو زيد إن المغرب قام بخدمة النفوذ الفرنسي لغويا على حساب هويته الوطنية، والحصيلة فرنسة شاملة. وتطرق الادريسي إلى مسألة الترجمة أيضا قائلا " أن عمل الترجمة في المغرب ضعيف جدا، رغم أنها كما أكد عالم المستقبليات المغربي المهدي المنجرة من الدعائم الخمسة المؤسسة لأي نهضة حضرية". وأشار أبو زيد الادريسي أن هناك لوبي لغوي استيلابي من تجلياته الاستمرار في إقبار أكاديمية محمد السادس للغة العربية بالرغم من صدور قانونها المؤسس منذ 15 سنة، موضحا أن الفرنسة أصبحت أداة إقصاء ممنهج للفئات البسيطة خاصة في فرص الشغل.