ودعنا قبل أيام قليلة أحد رموز قطاع الشباب والرياضة بالدارالبيضاءوالعرائش، وواحد من رجالات المغرب والعرائش المخلصين، ودعنا صديقا حميما للعلم المغربي الكبير عبد الصمد الكنفاوي، ودعنا أحد منظمي كأس محمد الخامس الشهيرة التي استضاف من خلالها كبار أندية العالم من قبيل (برشلونة، ريال مدريد، فالنسيا، بايرن ميونخ، بوكا جونيور، ساو باولو…)، ودعنا مؤسس القسم السينمائي بوزارة الشبيبة والرياضة الذي تبنى جيل تأسيس المسرح بعد الاستقلال، ودعنا رجلا نظم لسنوات عديدة أسبوع العرائش وأسس مخيم رأس الرمل الذي جعله تابعا للجماعة الترابية للعرائش بعدما كان تابعا لأصيلة !! رحل الرجل الذي أسس أول مركز نسوي وأول فريق كرة قدم نسوي بالعرائش، رحل عنا رجل وطني غيور ساهم في تنظيم المسيرة الخضراء المظفرة، رجل مبادر لا يعترف بالمستحيل، رجل مغربي من طينة الكبار، وهذه نبذة مختصرة عن سيرته. ولد علال عزلي في أكتوبر 1929 في حي القصبة بمدينة العرائش، بمنزل "السحيساح" (نفس البيت الذي نشأ فيه عبد الصمد الكنفاوي)، قبل أن يشتري والده منزلا فخما وكبيرا بدرب جبيل في حي كاي ريال. بدأ مشواره الدراسي من "مسيد امجاو" فأخذ عن الفقيه الجباري ثم المصباحي، وفي سنة 1939 تم إنشاء المدرسة الأهلية الإسلامية من قبل بعض الوطنيين الغيورين وعلى رأسهم عبد السلام التدلاوي وعبد الرحمان مشبال بفضاء مدرسة الجامع الكبير أو المسجد الأعظم بالسوق الصغير، كان الهدف من تأسيس المدرسة هو الحفاظ على الهوية المغربية الإسلامية لمدينة العرائشالمحتلة آنذاك، فولجها علال ليسجل اسمه ضمن أفواجها الأولى، وقد تتلمذ على يد فقهاء ومدرسين أكفاء في مختلف المواد الدينية والعصرية، العربية منها والإسبانية، منهم "الطرابلسي, الجباري, الشكراني, دون سلام، وآخرون". سنة 1945 انتقل علال دون علم والده إلى المدرسة الفرنسية العربية "Ecole Franco-arabe" ليواصل دراسته بها إلى غاية عام 1949 الذي ستهاجر فيه الأسرة كلها إلى مدينة القصر الكبير، ولم يكن أمامه لإتمام توجهه الدراسي سوى خيار وحيد يتمثل في المعهد الفرنسي اليهودي، لكن والده رفض الفكرة تماما فتعذر عليه بذلك الحصول على شهادة الباكالوريا، مما أثر بشكل سلبي على نفسية علال عزلي وهو الأمر الذي دفع والده للاجتهاد في إرضاء ولده وبسط يده في المال والأعمال، فقد سمح له دون غيره من إخوته وأعمامه بمرافقته في تجارته، وتسليمه بعض المهام المتعلقة بالحسابات والتواصل مع أهم الزبناء وكبار الشخصيات المغربية والأجنبية، خاصة في مدينة بتطوان. المسار المهني 1949-1951: الإشراف على تجارة والده. 1951-1953: مشرف ومحاسب لقطاع النجارة في القاعدة العسكرية الأمريكيةبالقنيطرة. 1953: موظف لدى الإدارة العامة الدولية بطنجة. 1953-1955: موظف بالقسم التقني لراديو إفريقيا المغرب بطنجة الدولية آنذاك. 1955: سيتوجه إلى العاصمة الرباط لحضور حدث عودة بطل التحرير جلالة المغفور له الملك محمد الخامس طيب الله ثراه من المنفى، وهناك التقى مجددا بصديقه وابن مدينته وحيه عبد الصمد الكنفاوي الذي نصحه بالتوجه إلى الدارالبيضاء لاجتياز اختبار من أجل العمل في التفتيشية العامة لوزارة الشبيبة والرياضة، وهو ما كان. 1956: عمل بمكتب الأنشطة الثقافية (القسم السينمائي) بالتفتيشية العامة لوزارة الشبيبة والرياضة بالدارالبيضاء. 1958: رئيس القسم السينمائي، ومسؤول عن قطاع أسفار الشباب بالتفتيشية العامة لوزارة الشبيبة والرياضة بالدارالبيضاء إلى غاية 1972. 1964-1972: مدير مركز دار الشباب الزرقطوني بالدارالبيضاء. 1972: رئيس الدائرة الإقليمية للشبيبة والرياضة بمدينة العرائش. 1976: انتقل إلى مدينة القنيطرة لمدة ستة أشهر كمسؤول عن دار الشباب. 1976: عاد إلى منصبه بمدينة العرائش كرئيس للدائرة الإقليمية للشبيبة والرياضة. 1984: مسؤول بالشبيبة المحروسة أو مركز إعادة التربية (مركز رعاية الطفولة). بعض المنجزات – في فترة الإشراف على أسفار الشباب بالدارالبيضاء، تمكن من عقد عدة شراكات وإبرام مجموعة من الاتفاقيات مع بلدان من مختلف أرجاء العالم لتبادل البعثات والمخيمات. – الإشراف على عدد كبير من المخيمات في مختلف أرجاء المملكة. – دعم برامج التنشيط السينمائي في المدارس والثانويات. – دعم الحركة الثقافية عموما والمسرحية تحديدا من خلال مكتبه بالشبيبة والرياضة مما جعله قريبا من رواد المسرح الوطني بزعامة عبد الصمد الكنفاوي مرورا بأقطاب الخشبة مثل "الطيب الصديقي، أحمد العلج، محمد عفيفي، السكيرج، فاطمة الكراكي، خديجة جمال…" – منسق في الدوري الدولي كأس محمد الخامس لكرة القدم بالدارالبيضاء، ومسؤول عن وفادة الفرق الأجنبية الناطقة بالإسبانية والبرتغالية، الأمر الذي أكسبه صداقات وعلاقات مهمة مع أشهر اللاعبين ورؤساء الأندية مثل: "موندو، بيلي، بيكنباور، فافا، سوتيل، بيري، ساردوني، راتين، العربي بنبارك، لحسن شيشا…."، وهي أسماء ليست في حاجة إلى تعريف، إذ أنها كانت ببساطة نجوم أعظم أندية العالم "برشلونة، ريال مدريد، أتليتيكو مدريد، فالنسيا، ريمس، بايرن ميونخ، ساو باولو، بوكا جونيور…". – تأسيس وإدارة دار الشباب الزرقطوني بالدارالبيضاء. – تأسيس وإدارة مخيم رأس الرمل بالعرائش. – تأسيس مركزين نسويين بمدينة العرائش. – المشاركة في تنظيم أسبوع العرائش. – الإسهام الميداني الفعال في تنظيم المسيرة الخضراء انطلاقا من دائرته العرائش. – إعداد مشروع المركب الرياضي بالعرائش، وبدء الأشغال ميدانيا بغابة لا إيبيكا، الأشغال التي لم يكتب لها الاستمرار بعد انتقال علال عزلي للعمل في مدينة القنيطرة، وعند عودته لاستئناف عمله بدائرة العرائش فوجئ بخبر سحب الميزانية وإلغاء المشروع. أحيل السيد علال عزلي على التقاعد سنة 1989، بعد أن تم تكريمه من جلالة الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه، وذلك بتوشيحه بوسام الاستحقاق الوطني من الدرجة الأولى. توفي رحمة الله عليه يوم الجمعة 19 غشت 2022 بمدينة العرائش.