شهد مهرجان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا السينمائي في هولندا، المعروف اختصارًا ب MENA Film Festival، خطوة مهمة تعزز من مكانته الدولية، بعد إعلان الناقد السينمائي والأكاديمي المغربي إدريس القري، والمخرج السينمائي عبد الإله الجوهري، دعمهما الكامل للمهرجان. هذا الدعم من قامات فنية مغربية مرموقة يؤكد على الدور المتنامي للمهرجان كمنصة أساسية للسينما المستقلة والشباب في المنطقة، ويأتي في وقت حاسم لكشف محاولات التضليل التي تستهدف هويته. ويأتي هذا الإعلان ليوجه رسالة واضحة للجمهور، حيث يواجه المهرجان الأصيل الذي يستعد لإطلاق دورته التاسعة، محاولة من جهة أخرى لادعاء تنظيم دورة سادسة لمهرجان يحمل اسمًا مشابهًا، وذلك بهدف استغلال سمعته وتضليل الجمهور وصناع الأفلام. ويؤكد دعم القامات الفنية المغربية على شرعية المهرجان ومصداقيته، ويعزز من موقفه ضد أي جهود تهدف إلى سرقة جهوده أو التلاعب بهويته. وقد علق مدير ومؤسس المهرجان، الشاعر العراقي محمد الأمين، على هذا الدعم قائلاً: "السينما تنتصر لقيم الخير والعدالة والسلام، ولذلك فهي لا تنسجم مع المشاريع المبنية على سرقة جهود الآخرين"، مؤكداً أن "المشاريع الزائفة محكومة بالفشل". هذا التصريح يوضح الرؤية التي يقوم عليها المهرجان، والتي تسعى لتقديم الإبداع الحقيقي بعيداً عن أي ممارسات غير أخلاقية. يمثل دعم كل من القري والجوهري للمهرجان إضافة نوعية، فهو لا يقتصر على مجرد إشادة، بل يمتد إلى المساهمة العملية. فقد أبدى إدريس القري، الأستاذ الجامعي المتخصص في الفنون البصرية، استعداده للمساهمة في برمجة الدورة التاسعة للمهرجان بصفته مديراً فنياً. هذه الخطوة تعكس ثقته في المهرجان كمنصة ثقافية حيوية. ويُعرف القري بإسهاماته الواسعة في النقد السينمائي وكتاباته التي تناولت مواضيع متعددة في الفنون والسياسة، كما أنه عضو في اتحاد كتاب المغرب، مما يجعله شخصية محورية في المشهد الثقافي المغربي. من جهته، أشاد المخرج عبد الإله الجوهري بالمهرجان، واصفاً إياه ب"الفرصة الحقيقية لصناع الأفلام المستقلين لعرض أعمالهم وإيصال رسائلهم الفنية إلى جمهور واسع في أوروبا". الجوهري، الذي يحمل شهادة الدكتوراه في السينما، يُعد من أبرز المخرجين الذين يدافعون عن حرية الإبداع وضرورة أن تكون السينما أداة لطرح الأسئلة والتأمل، وهو ما يتوافق مع أهداف المهرجان. وقد حازت أفلامه مثل "العبد" و"ولولة الروح" على اهتمام نقدي واسع. مسيرة حافلة من النجاحات المغربية في المهرجان: لم يأتِ هذا الدعم من فراغ، بل هو تتويج لمسيرة حافلة من المشاركات المغربية المتميزة في المهرجان، والتي حصدت جوائز مهمة في دوراته السابقة: فيلم "جلال الدين" (للمخرج حسن بنجلون): فاز بجائزتي الإخراج والسيناريو في الدورة السابعة. فيلم "على قبر أبي" (للمخرجة جواهين زنتار): حاز على الجائزة الكبرى لأفضل فيلم في الدورة الخامسة، وفازت بطلته ياسمين كفيل بجائزة أفضل ممثلة. فيلم "ذاكرة للنسيان" (للمخرج هواري غوباري): حاز على جائزة الجمهور، وفازت بطلته نجاة الوافي بجائزة أفضل ممثلة. فيلم "كأس المحبة" (للمخرج نوفل البراوي): فاز بطله عادل أبا تراب بجائزة أحسن أداء. فيلم "ما لم يكن بالحسبان" (للمخرجة رشيدة شباني): نال جائزة أفضل سيناريو. فيلم "طيف الزمكان" (للمخرج كريم تاجواوت): فاز بجائزة السلام والعدالة. وقد امتدت المشاركات المغربية لتشمل تكريم شخصيات فنية، حيث شارك القري والجوهري في لجان التحكيم، كما تم تكريم الموسيقي عبد الحق تيكروين، والسينفيلي عز الدين كريران، والصحافي أحمد سيجلماسي الذي حصل على جائزة الصحافة السينمائية. هذا الحضور الفني المغربي، سواء في الدعم أو المشاركات، يؤكد أن مهرجان "مينا" السينمائي ليس مجرد حدث ثقافي، بل أصبح نقطة التقاء هامة للمبدعين في المنطقة، ومرجعاً للسينما المستقلة التي تسعى لترسيخ قيم الفن الحقيقي.