أكد المندوب السامي للتخطيط السيد أحمد الحليمي أن المغرب يولي أهمية قصوى لمبادرة القارات الأطلسية الثلاث، باعتبارها مفهوما ذا حمولة تاريخية ذات دلالة وبعد استراتيجي حقيقي. وأبرز السيد الحليمي في كلمة تلتها بالنيابة عنه سفيرة المغرب بكندا السيدة نزهة الشقروني أول أمس الأربعاء بمونريال خلال افتتاح المنتدى الدولي "التفكير في الأطلسي بشكل مختلف" أن هذه المبادرة وضعت للنقاش في إطار برنامج دراسة استكشافية تشرف عليها المندوبية السامية للتخطيط، منذ أربع سنوات، "في استقلال مؤسساتي وفكري تام" حول موضوع "المغرب 2030". وقال إنه "في إطار تقليد دأبت عليه المنتديات التي عقدت، في هذا الصدد، باعتبارها فضاءات مفتوحة للتفكير ولتقديم مقاربات تخضع فقط لمتطلبات الخبرة والموضوعية ومعرفة الوقائع بالعالم، فقد خصصنا في ماي 2009 لمقاربة هذا المفهوم منتدى دوليا بمشاركة شخصيات مرموقة حكومية وغير حكومية تنتمي للقارات المطلة على المحيط الأطلسي". وأضاف السيد الحليمي الذي يترأس أشغال هذا المنتدى بشكل مشترك مع مدير معهد الدراسات الدولية بمونريال، السيد دورفال برونيل، منظم هذا الحدث أن في المغرب، البلد الذي ينتمي للعالم الإفريقي والعربي والأورومتوسطي، تم تخصيص العديد من الدراسات والمنتديات والنقاشات لتحليل أثر هذا الانتماء التعددي على هويته والتزاماته ورؤيته للمستقبل. وتابع أنه، في إطار هذه التعددية، فإن البعد الأطلسي للمغرب يفرض نفسه بقوة، جغرافيا وتاريخيا ومآلا. وأبرز المندوب السامي في هذا الصدد، أنه بالنظر إلى البنيات التحتية المينائية ذات البعد الدولي التي تم إنجازها مؤخرا في الأقاليم الشمالية المطلة على المحيط الأطلسي، فإن هذه الأخيرة تضطلع بدور المحرك لدينامية المبادلات بين البلدان المطلة على الفضاء الأطلسي ومع شركائها في جزء كبير من العالم. وأشار إلى أنه "من جهة أخرى، فإن الروابط الاقتصادية والإنسانية التي نسجها المغرب، على مدى تاريخه كأمة عريقة، مع جيرانه الأطلسيين، وخاصة من الجنوب والشمال، قد طبعت بدورها، وبقوة، هويته الوطنية وشكلت المرجعية التقليدية لتموقعه في العالم". وحسب السيد الحليمي، فإن التحديات التي يفرضها اليوم تطور الوقائع الاقتصادية والبيئية والأمنية في العالم، تعطي زخما جديدا لوعيه بالمصير المشترك لجميع الدول المطلة على المحيط الأطلسي". وتابع أنه انطلاقا من هذا الوعي يأتي الانخراط الفاعل للعالم من أجل النهوض بتنمية مشتركة على مستوى القارات الثلاث تسد الفجوات بين الشرق والغرب، والشمال والجنوب وتقرب بين البراديغمات الإيديولوجية والاستراتيجية التي اعتمدتها على مدى طويل. وبعدما ذكر في هذا الإطار بانعقاد المنتدى الدولي "من أجل مبادرة القارات الأطلسية الثلاث" بمبادرة المندوبية السامية للتخطيط، في ماي 2009 بالمغرب، والذي توج بنداء الصخيرات، أشار السيد الحليمي إلى أن هذا النداء يحث الحكومات والجهات والمدن والمؤسسات غير الحكومية والمنظمات الحكومية والجهوية إلى التحرك بشكل تضامني لمواجهة التحديات المشتركة وإدماج البعد الأطلسي في أجنداتها. وأضاف المندوب السامي أن هذا النداء شدد على ضرورة أن تقوم المؤسسات التي تتقاسم الرؤية عبر الأطلسية، خاصة منها الجامعات ومراكز البحث، بتكوين شبكة تمكن من التعبئة وتقاسم المعارف، وإلى خلق آليات غير رسمية للتشاور الأطلسي داخل النظام المتعدد الأطراف. وأشار السيد الحليمي أنه، "منذ إطلاق نداء الصخيرات، فإن العديد من المبادرات الحكومية وغير الحكومية ما فتئت تعطيه زخما ومصداقية، وتعزز وجاهة مفهوم الفضاء الأطلسي الذي دعا إليه"، مبرزا أنه تم تنظيم اجتماع وزاري للدول الإفريقية المطلة على المحيط الأطلسي خلال غشت 2009، صدر عنه "إعلان الرباط" الذي صاغ الإطار المؤسساتي لتعاون واعد مدعوم بجودة مخططات عمله وانتظام اجتماعاته. وخلص إلى أن أشغال هذا المنتدى تندرج تماما في إطار الرؤية التي بلورها نداء الصخيرات، ويتعين أن تقدم قيمة مضافة لواقعها.