من المتوقع أن يقوم البرلمان المكسيكي قريبا بسن مشروع قانون مثير للجدل ينص على عقوبات بالسجن للمجموعات الموسيقية التي تمجد تناول المخدرات. ففي العديد من الأغاني، تقوم فرق موسيقية من شمال البلاد تمجد حمل مهربي مخدرات للسلاح وتحكي بأدق التفاصيل مغامراتهم وتصورهم أبطالا قادرين على تحدي السلطات العمومية. واعتبر نائب مكسيكي ينتمي للحزب الحاكم "العمل الوطني" (يمين ديني) تبنى هذه المبادرة أن هذه الأعمال الفنية، التي تبدو بريئة بل ومضحكة أحيانا، تعكس بشكل غير طبيعي الأنشطة الإجرامية والاغتيال وتحقر مجهودات رجال الأمن. وينص مشروع القانون، الذي قدمه النائب أوسكار مارتان آرس (الذي يمثل كاليفورنيا السفلى حيث تنتشر هذه الأغاني )، على الحكم بثلاث سنوات سجنا نافذا على مؤدي هذه الأغاني التي تنتشر بسرعة بين الشباب والشرائح الاجتماعية الشعبية. ووصف معارضو هذا النص غير المسبوق في المسكيك، بالمحاولة التي تحد من حرية التعبير. وخصصت يومية " لينيفرسال" الأكثر انتشارا في المكسيك، مؤخرا افتتاحية تنتقد فيها هذه المبادرة، وكتبت أن مشروع القانون يعكس " الجهل الذي تعاني منه الطبقة السياسية لطبيعة المجتمع التي تزعم أنها تمثله". ويؤكد واضع هذا المشروع أن الأمر لا يتعلق بتاتا بقانون لمراقبة الموسيقى أو السينما، ولكن على العكس من ذلك يعتبر نصا ضد تمجيد الجريمة وتناول المخدرات كنمط للعيش الذي يمكن أن يستهوي الشباب . ومن المحتمل جدا أن يكون تسريع تقديم هذه المبادرة جاء بعض ظهور "أغاني ذات صلة بالمخدرات" على شبكة الانترنيت بعد مقتل أحد "الزعماء" الأكثر شهرة بتجارة المخدرات في المكسيك أرتيرو بيلتران ليفا، على أيدي الجيش. وهذه " الأغاني" التي أذيعت ساعات بعد مقتل هذا "الزعيم" تحتفي بنوع من "الأسطورة" وتمجد ذاكرة " زعيم الزعماء" وأحد "السادة الكبار" المدعو بيلتران ليفا المتهم في عشرات جرائم القتل ضد أعدائه". وقبل وقت قليل من عملية مقتل هذا الزعيم كانت السلطات قد أوقفت أعضاء أشهر مجموعة موسيقية (ليكاديت دو ليناغيس) المتهمين بربط علاقات مفترضة مع تجار المخدرات . وقد تم توقيف هذه المجموعة في الوقت الذي كانت تقوم فيه باحياء إحدى الحفلات المنظمة على شرف "الزعيم" المغتال في إحدى المزارع غير بعيد عن مكسيكو. وكان قد تم منع بث أغنية لمجموعة " تيغر دي نور" أحد المجموعات الموسيقية المشهورة بالشمال على أمواج الاذاعة بأمر مستعجل من وزير الداخلية . وكانت السلطات الأمنية بكاليفورنيا السفلى قد أمرت بفتح تحقيق خلال نونبر الماضي حول العلاقة المحتملة بين " لوس تيكانيس دو تيغوانا" المجموعة الموسيقية الشهيرة لهذه المدينة والتجار المحليين للمخدرات. وقد اعتبر وزير الأمن بهذه المنطقة الحدودية أنه" إذا كانت مجموعة (لوس تيكانيس دو تيغوانا" يغني لتمجيد تجار المخدرات فهذا يعني أنهم يعرفونهم تمام المعرفة". وحذرت يومية "لينيفارسيل"، بلهجة ساخرة، أنه بغض النظر عن التأثير الذي يمكن أن تشكله "الأغاني ذات الصلة بالمخدرات" على المجتمع، فإنه إذا ما تم اعتماد النص الجديد، فإن " تحميل أغنية نمور الشمال من الانترنت سيكون كمن يحمل بحوزته غراما من الكوكايين".