آخر مرة دخلت فيها إلى المحكمة الابتدائية بميدلت إنتابني شعور غامض؛ كما لو أنها المرة الأولى التي أعد فيها أدراجها؛ و غرضي لم يكن الحضور لإحدى الجلسات؛ و لا لأن أشكي أمري ؛فلست مغفلا؛ لأني أعلم علم اليقين أن القانون لا يحمي المغفلين. بل يحمي بعض من القردة. قردة يختبئون وراء الستار.قردة يجيدون استعمال الأقنعة التي ظنناها يوما وجوها حقيقية .. إنما كنت فقط أود الاعتذار لنائب وكيل جلالة الملك لأنه لمحني بعدسة أحدهم "أحنقز"في الوقفة الاحتجاجية تضامنا مع "هشام"الذي قبل حدائه كما يقولون. لكنهم جميعا يكذبون وأنت وحدك الصادق. فلا تخشاهم ,فأنت الأسد "و الأسد أسد و لو صنع من خشب". لا تخشاهم فهذه مجرد لعبة أراد بها حزب العدالة و التنمية الإنتقام للرئيس السابق الذي إعتقلته .و أرادت بها جماعة العدل والإحسان الثأر للفتى الذي حققت معه في قضية توزيع المنشورات دون ترخيص. أهذا ما كنت تلمح له عندما أظهرت وجنتيك على عدسة دوزيم ؟ نحن نفهمك جيدا و لكي نفهم أكثر نود ان نسألك ماذا يريد هشام منك بهذا الاتهام؟ وماذا يريد هذا الحشد الذي ترك كل شيء وجاء يهتف بمحاكمتك ؟ حسنا لا تجب فأنت حاذق جدا في مراوغة الأسئلة... لا تجب فأنت متعب بالإهانات ؛متعب بالشتائم.... أعتقد أنهم يهتفون بالشرف و الكرامة و لا أعرف حتى الآن إذا ما كنت تفهم قيمة هاتين الكلمتين اللتان سال عنهما المداد الكثير و بحت الحناجر و أنت "ولا على بالك" بالرغم من أنك اشتريت لنفسك "بوعميرة" و اخترت أن يكون من أسرة شريفة ؛شريفة جدا و أظنك لم تكن تعرف أن له أخ عظيم. لا بل إخوة عظماء)لا يتوضؤون بالماء البارد( ولا يقبلون الركوع إلا للخالق. القصة لم تنتهي بعد......... البداية في يدي ؛ أقصد في يدنا وأنت من سيكمل وحدك ؛ و وحدك ستذوق كعكة الذل التي أردت أن نذوقها ؛ ستذوق طعم المهانة في السجون و هنالك سيقولون لك "على قد فراشك مد رجليك " وستصطحب الجردان ... هذا إن تحقق العدل. أما ""إلى درو عين الميكا" كما المعتاد. فالربع الكبير سيقبع في الزنازن ؛ فنحن مؤمنون أننا لا نواجه "باحدو مول النفحة" بل ديناصور يتغذي على الأخضر و اليابس ؛ وهذا الآمر ليس مستبعدا فقد علمتنا هذه المدينة الرائعة دروسا غالبا ما يلبس فيها المجرم ثوب الضحية ؛وشربنا كوؤسا من الفشل في كثير من القضايا التي يصبح فيها الإنسان مجرد آلة خلقت لتحطم. ومن منا لا يتذكر جزءا من قضية " نوال والجادارمية" ومن منا لا يتذكر جزءا من قضية "أخت كريمة والمخازنية" ومن منا لم يسمع ابنائب اللتعليم الذي "مرمد" وجوه الأساتذة في التراب بتعامله العدواني أضف إلي ذلك مدير السجن "أزيد أزيد "..... وجاء دور"الفقيه اللي تسنينا براكتو؛ودخل للجامع ببلغتو". بعيداعن اللعبة السياسية) بحضور العدليين والحقوقيين أوبغياب الاستقلاليين(أقول : الحق بين والباطل بين. ومن لم يحكم بماأنزل الله فأولئك هم الكافرون. صدق الله العظيم.