مع اقتراب موسم الصيف وبدء عودة أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج، كان من المفروض أن تتحول جماعة بني انصار إلى خلية نحل تعج بالحركية، تخطيطًا وتنفيذًا، لاستقبال آلاف العائدين إلى الوطن عبر بوابة ميناء بني انصار، أحد أهم الممرات الحدودية البحرية بالمغرب. غير أن واقع الحال يرسم صورة قاتمة عن جماعة يبدو أنها خارج السياق تمامًا، غير قادرة على مواكبة الحدث، ولا تملك من الحنكة التدبيرية سوى عناوين الفوضى وسوء التنظيم. جماعة بدون بوصلة من يزور بني انصار اليوم لا يحتاج إلى كثير من التمحيص ليدرك أن الجماعة تغرق في عشوائية قاتلة. لا طرق مؤهلة، لا إشارات واضحة، لا فضاءات استقبال، ولا حتى علامات ترحيب بسيطة توحي بأن المدينة تستعد لاحتضان أبنائها العائدين. الجالية التي كانت دائمًا داعمًا أساسيًا للاقتصاد المحلي، تظل اليوم في موقع المتفرج على عبث جماعي في التدبير.