عن عمرٍ ناهز 105 سنوات، أُسدل السِّتار يوم الثامن من يوليوز الجاري، على مسيرة سيّدة استثنائية ظلّت عصيّةً على النسيان رغم محاولات التهميش والإغفال، إنها المُقاومة الريفيّة المغربية "فاظمة الوذراري"، سليلة بني انصار، التي سخَّرت حياتها لخدمة قضايا التحرُّر في المغرب والجزائر، حيث جسّدت صورة المرأة الريفيّة التي وضعت شجاعتها وإنسانيتها في خدمة النضال زمن الكفاح. عاشت "فاظمة ن وذرار"، في منزل الشهيد محند الخضير الحموتي المُشتهر بلقبه "المقاوم الإفريقي"، المنزل الذي تحوّل خلال أواسط القرن الماضي إلى محطةٍ آمنة للمجاهدين المغاربة والثوّار الجزائريين، ومقصدٍ لكل من أنهكته المعارك أو جرحته رصاصات المستعمر، إذ لم تكن فاظمة مجرد شاهدة على التاريخ، بل كانت صانعة له بطريقتها، بحيث أدَّت دور المُمرضة والمُسعفة والأخت الحنونة، تعالج الجرحى وتعتني بالمصابين والمعطوبين، وتواسي آلامهم في صمتٍ وتفانٍ.