في منطقة تزاغين بقبيلة آيت سعيد، التابعة لتراب عمالة إقليم الدريوش، ترعرعت ايمان اجذاي، ابنة ال 23 عاما، التي قررت رغم الخصوصيات المحلية، خوض غمار تجربة جديدة في حياتها، أثبتت من خلالها قدرة المرأة الريفية على اقتحام مختلف المجالات وتدبيرها، عملا بمبدأ المثابرة كسبيل وحيد لتحقيق الأهداف وقطف ثمار النجاح تصديا لكل مشاعر اليأس والتشاؤم التي تكبح حركة الوعي العام وتشجعه على الاستسلام للصعاب والاكراهات. إيمان أجذاي، ورغم حداثة سنها وتحملها مشاق التنقل من تزاغين إلى وجدة حيث تتابع دراستها بجامعة محمد الأول، رفضت الاصطفاف مع الفئة التي تنتظر قدوم التغيير من الفوق، معلنة بذلك واحدا من أكبر التحديات بتأسيس فريق أمل تزاغين لكرة القدم عام 2019، سرعان ما ضمنت له مكانه القانوني بعصبة الشرق، ليكون بذلك أول ناد تترأسه امرأة يمارس ضمن منافسات دوريات صنف الذكور للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم. ولكونها اكتسبت تجربة محترمة في التسيير الجمعوي من خلال جمعية النجاح للتنمية المستدامة بتزاغين، والتي تتولى تدبير شؤونها الإدارية أيضا، لم تجد إيمان أية صعوبة في تأسيس ناد لكرة القدم، مؤكدة في تصريح ل"ناظورسيتي"، أن الفكرة راودتها منذ مدة نظرا لشغفها بالمستديرة ولكونها ممن يأملن خدمة منطقتها وفقا للإمكانات التي تسمح لها بتشجيع الشباب على الانخراط في الشأن الرياضي واكتشاف المواهب المحلية، لاسيما خلال هذه المرحلة التي تقتضي تضافر جهود الجميع لفتح أبواب التنمية المستدامة وإعطاء الجماعة التي تنتمي لها، مكانتها الحقيقية على مستوى الإقليم والجهة بشكل عام. وتعتقد إيمان، أن تواجدها وسط مجتمع ذكوري وتوليها تسيير إدارة ناد لكرة القدم والتنقل مع فريقها نهاية كل أسبوع لاستئناف منافسات البطولة، إضافة إلى حضور الحصص التدريبية، لم تكن بتاتا من العوامل التي تدفعها إلى التراجع، بل العكس هو القائم دائما، وذلك لعدة اعتبارات من أبرزها التشجيع الدائم الذي تستمده من عائلتها كقوة آمنت بقدراتها على خوض التحديات حبا في العمل وجماعة تزاغين التي تحتاج إلى الكثير من الجهد سواء من طرف المجتمع المدني والمنتخبين وباقي مؤسسات الدولة، لمنحها مكانتها الحقيقية كمنطقة استراتيجية حباها الله بمؤهلات طبيعية وبشرية، قادرة على تحويلها إلى قطب يضاهي باقي الجماعات الساحلية بشمال المغرب.