تمركز لقوات النظام في الجهة الجنوبية الغربية من مدينة القصير (الفرنسية) أعلن الجيش السوري الحر انسحابه من مدينة القصير الاستراتيجية بريف حمص بعد ما أسماها 'مذبحة' ارتكبتها قوات النظام ومقاتلو حزب الله اللبناني أسفرت عن مقتل المئات وفق ما نقلت وكالة رويترز. جاء ذلك بعد ساعات من إعلان التلفزيون السوري الرسمي استعادة قوات النظام السيطرة على القصير بالكامل بعد القضاء على عدد كبير ممن وصفهم بالإرهابيين واعتقال عدد آخر. وقال بيان للثوار أرسل لوكالة رويترز أنه "بسبب نقص الإمدادات وتدخل حزب الله الصارخ بقي عشرات المقاتلين في الصفوف الخلفية لتأمين انسحاب زملائهم والمدنيين". ويأتي إعلان الثوار الانسحاب من القصير بعدما نفى في وقت سابق المتحدث باسم جبهة حمص التابعة لهيئة أركان الجيش الحر صهيب العلي صحة سيطرة جيش النظام ومقاتلي حزب الله على القصير، وأكد في اتصال مع الجزيرة عبر سكايب استمرار الجيش الحر في السيطرة على القصير مع تواصل المعارك العنيفة والقصف المكثف، مشيرا إلى أن الثوار قتلوا 15 من عناصر حزب الله في آخر المعارك إضافة إلى مقتل سبعة من الجيش الحر وجرح عدد كبير من المدنيين. وأعرب العلي عن تخوف الجيش الحر من أن يكون إعلان جيش النظام السيطرة على القصير مقدمة لقصف المدينة بالسلاح الكيمياوي كما فعل في مناطق أخرى. وناشد الهيئات الإنسانية التدخل لإنقاذ أكثر من ألف جريح في المدينة حياتهم مهددة بالخطر. وكان التلفزيون الرسمي السوري أعلن استعادة قوات النظام السيطرة على كامل مدينة القصير بريف حمص. ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر وصفته بالمسؤول أن الجيش قام بعمليات وصفها بالخاطفة ونوعية في مدينة القصير أسفرت عن القضاء على أعداد من ما وصفهم بالإرهابيين واستسلام أعداد أخرى "وإعادة الأمن والأمان إلى المدينة كاملة". وأكد المصدر أن قوات الجيش السوري قامت أيضا بتفكيك عشرات العبوات الناسفة التي زرعها المسلحون في منازل المواطنين والطرقات العامة لإعاقة تقدم الجيش، مشيرا إلى أن الجيش يقوم حاليا بعمليات التفتيش في مدينة القصير. من جانبه قال أحد مقاتلي حزب الله لوكالة رويترز في القصير "قمنا بهجوم مفاجئ في الساعات الاولى من الصباح ودخلنا البلدة ولاذوا هم بالفرار". ويأتي هذا الإعلان بعد أكثر من أسبوعين من معارك شرسة خاضتها قوات النظام مدعومة بمسلحين من حزب الله للسيطرة على هذه المدينة الواقعة على طريق حيوي للإمدادات عبر الحدود بين لبنان وسوريا. دمشق وريفها من جهة أخرى أفادت شبكة شام الإخبارية بأن اشتباكات دارت على تخوم مدينة داريا في ريف دمشق بين قوات الجيش السوري مدعومة بمسلحين من حزب الله وقوات الجيش الحر. وحسب شبكة شام فإن الاشتباكات تركزت على الجهة الغربية من المدينة التي تسعى قوات النظام السوري لاقتحامها منذ نحو شهرين، وتفرض عليها حصارا شديدا. من جانبه قال المرصد السوري لحقوق الإنسان الثلاثاء إنه تم تسجيل سقوط خمس قذائف هاون على منطقتي العدوي والمزرعة بمدينة دمشق، بعضها قرب السفارة الروسية. أما في معضمية الشام فقد دارت معارك عنيفة أسفرت عن سقوط سبعة قتلى من النظام وحزب الله، وفق الهيئة العامة للثورة السورية التي ذكرت أيضا أن الثوار سيطروا على حاجز لمقاتلي الحزب على أطراف معضمية الشام. في غضون ذلك, استهدف القصف العنيف لقوات النظام منازل المدنيين في حي تشرين وجادة المشروح في حي برزة، إضافة إلى حيي القابون وجوبر بالعاصمة دمشق. وقال مجلس قيادة الثورة إن قذيفة تسقط كل أربع دقائق على حي تشرين. جبهات مشتعلة وفي درعا أفاد المركز الإعلامي السوري بأن الجيش الحر اقتحم حاجز السنتر في بلدة النعيمة بريف درعا. وأشار إلى سقوط ستة قتلى وعشرات الجرحى جراء قصف طيران قوات النظام للنعيمة الثلاثاء. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قوات النظام تحاول السيطرة على القرية الواقعة شمال غرب مدينة حلب، سعيا لفك حصار مقاتلي المعارضة عن قريتي نبل والزهراء الشيعيتين بريف حلب. كما أفادت شبكة شام بأن الجيش الحر قتل أكثر من عشرة جنود في اشتباكات قرب مدينة السفيرة. في غضون ذلك تحدثت شبكة شام عن قصف عنيف لمنازل المدنيين في حي الخالدية بمدينة حمص المحاصرة، وتصاعد أعمدة الدخان من المكان. في هذه الأثناء قتل ثلاثة أشخاص من عائلة واحدة وسقط عدد من الجرحى -بينهم أطفال ونساء- جراء قصف قوات النظام منزلهم بحي الحميدية في دير الزور صباح الثلاثاء، وفق الهيئة العامة للثورة، وسط اشتباكات عنيفة بعدة أحياء من المدينة الواقعة شرق سوريا.