تميّز حفل حلول السنة الأمازيغية أسكاس أماينو 2962 الذي أشرفت على تنظيمه جمعية أمزيان بالناظور زوال يوم أمس السبت، عن باقي الاحتفالات المنظمة في هذا الإطار على صعيد أقاليم الريف وأقاليم أخرى دأبت على تخليد مناسبة العام الأمازيغي كل سنة، لكونه اُعتبر أضخم شكل احتفالي سجلته التغطيات الصحفية المواكبة للحدث بقاعة المركب الثقافي، وشكل ملتقى للنخبة الريفية عموما بحيث حضرته وجوها فنية وإعلامية وتلفزية عديدة، اذ عاش الجمهور الذي حجّ بالمئات من مختلف مناطق الريف، عرسا ثقافيا وفنيا ذات طابع عائلي، اجتمعت فيه ولأول مرة في هكذا محطة جميع الأطياف المنتمية للهوية الأمازيغية المشتركة منها الريفية و السوسية والشلحية، مؤثثين مشهدا عبّرت عنه كل الفعاليات المشاركة في الحفل بالحميمي والدافئ، لما تربطهم من أوشاج الأخوة والانتماء الواحد، وسط طقوس أمازيغية صرفة لا تخلو من عبق التراث الأصيل وعراقة الحضارة الضاربة في عمق الزمن. ولإضفاء نوع من التميز وخلق الاستثناء، استقدمت جمعية أمزيان فرقا غنائية ذائعة الصيت وطنيا لدى الحركات الثقافية الأمازيغية على الخصوص، من مدينتي الحسيمة والدريوش وأكادير، وفنانون كبار كالأستاذ علال شيلح من الناظور، ونور الدين نعيم من سوس، وعبد المجيد ثيرلي وأصييح لحبيب والشاعر الواعد سفيان الهاني من الحسيمة إلى جانب حضور الناشط الحقوقي ابن مدينة أجدير فيصل أوسار كضيف شرف تمّ تكريمه من خلال رئيس جمعية الريف لحقوق الإنسان شكيب الخياري مسلما إياه شهادة تقديرية لما قدمه من جهد يشكل مساره النضالي في المجال الحقوقي خدمة للنهوض بالريف على حدّ قول الخياري ذات كلمة مقتضبة في حق المحتفى به. وقد تخللت الأمسية فقرات فنية وشعرية وفكاهية متنوعة لقيت تجاوبا كبيرا من قبل الحضور، فيما تمّ على الهامش عرض منتوجات من الفن والتراث الأمازيغيين وكذا دواوين شعرية وأشرطة فنية باللغتين الأمازيغية. هذا ويشار إلى أن السيد محمد أدرغال بوصفه رئيسا لجمعية أمزيان، انهالت عليه التهاني من عدد كبير من الحاضرين وكذا المشاركين على ما بذله من مجهود مشهود له، في إنجاح هذا العرس الأمازيغي ذات حلة بهيّة.