بمدينة تطوان بإحدى حفلات الزفاف لأحد أقارب زوجتي، وبدعوة أحد منهم كانت الباب للوقوف على هذه المدينة الجميلة والتي تنعم بالأمن وفي حالة صحية جيدة تترك للزائر أن يتجول بأمن وأمان. مناسبة هذا القول أنني شخصيا في تلك المناسبة قضيت ثلاثة أيام بالحمامة البيضاء ووقفت على تنظيم محكم للمرور رغم كثافته وفي وقت الذروة، ولاحظت في طريقي بين شوارع تطوان ومداراتها أن إطار الأمن بواسطة سيارة المصلحة يعزز زميله في إحدى المدارات التي قد يشتبك فيها السير ثم ينتقل إلى مدارة أخرى لمؤازرة عنصر المرور الآخر. وبصفتي إطار أمني متقاعد فقد نجحت هيأة المرور في ترجمة الدروس التحسيسية داخل مؤسسات التعليم ونجحت أيضا في بلورة ذلك على أرض الواقع. وبإشارة بسيطة وعادية من رجل المرور يتوقف السائقون ويفسح المجال لتلاميذ المدارس، وعلى كثرتهم، والراجلين على حد سواء، بالمرور في الأماكن المخصصة لهم، وهي ميزة وقيمة مضافة للحمامة البيضاء وتجاوب فيما بين هذا الأمن والمواطن على حد سواء كذلك. نتمنى أن يحظى هذا النموذج بالتطبيق الحرفي والوعي التام في باقي المدن، ولقد وجد هذا النموذج في مدينة تطوان وعيا أصيلا من ساكنة هذه المدينة والجهة، وهذا ما لانرصده في كثير من الأحيان في بعض الجهات الأخرى. وهكذا يتم انسياب السير بهذه العملية وبروح من القتالية من أجل تدفق السير وسلاسته. ليلا خرجت برفقة زوجتي والعروسين، حوالي الثانية صباحا للجولة التقليدية لهؤلاء العرسان، وشاهدت والي الأمن شخصيا يقود حملة ويتوقف في أهم مدارات مدينة تطوان وهي المدارات الرئيسية للمدينة. وفي اليوم الموالي من وجودي بتطوان بين أهل زوجتي كانت خلاصتي في حديثي مع هؤلاء الأهل أن والي الأمن بتطوان، رتب معايير الأمن ومقاييسها من جديد، بفضل، أولا؛ وجوده في الميدان وفي الشارع العام ولا يتأخر في أن يكون حاضرا بين ساكنة تطوان في كل نجدة تطلبها. أمن المغرب واستقراره لم يكن وليد اللحظة بل هو بناء صنعه رجال في قلبهم وطن، واحترام للإنسان وبالمقابل محاربة للإجرام. المغرب أمنه واستقراره كذلك في شماله وجنوبه حرية وضمان وكذلك تمشيط هذا الشارع من كل مايمكن أن يمس المواطن في شرفه وفي ممتلكاته وفي تجواله كذلك. تطوان الحمامة اليوم قد أعادت هذا البريق إلى بياضها بفضل هذا النموذج ، لما تنعم به ليلا ونهارا من أمن وتوزيع للمهام بين هؤلاء الرجال الذين اختاروا هذه المهنة من أجل بناء وطن آمن ومستقر. هذا ليس مجاملة في حق والي أمن تطوان وخاصة أنني إطارا متقاعدا، لا أنتظر لا تعيينا ولا منصبا، بل بدافع الغيرة على هذه المؤسسة الوطنية وبعض رجالها الذين يؤدون عملا رائعا، يتركنا أن نرى هذا التفاني، لا لشيء لأنهم قد التزموا، منذ التحاقهم بهذه المؤسسة على أن يشتغلوا فداء للثوابت الوطنية وللوطن. ولو كان غير ذلك، فمحمد أكضيض يوجه النقد اللاذع إن تبين له أن هذا المسؤول أو ذاك بعيدا عن الأمن وخارج دائرته ولا يهمه لا المواطن ولا الوطن، بقدر ما يهمه العقار وأغراض أخرى. أمن واستقرار المغرب رأسمال غير مادي، ووالي أمن تطوان أحد رجاله، ومن يدفعه الفضول إلى معرفة المزيد، فأهل تطوان لا يخفون الحقيقة وفي المقاهي يتحدثون عن كل شيء بما فيها الأمن وكرة القدم وشهادتهم تميز بين حالة تطوان اليوم وبالأمس وهي تدعم الفعل الإيجابي لوالي الأمن وتفانيه لحبه لعمله ونشاطه المستمر في أن تكون تطوان نموذجا لحرية التجوال بكل المقاييس. *-*-*-*-* الكاتب: محمد أكضيض العميد الممتاز المتقاعد والباحث في الشؤون الأمنية -بريس تطوان-