جائزة زرياب للمهارات..من "الشرايبي" إلى "ثلاثي جبران" شكلت جائزة زرياب للمهارات منذ سنوات علامة مميزة تبصم لتفرد المهرجان الدولي للعود الذي تحتضنه مدينة تطوان كل سنة، و قيمة مضافة للثقل الثقافي و الحضاري التي تسم هذا الموعد الفني، فمن هو زرياب؟، و ما حكاية جائزته؟ و من هم أهم المتوجين بها؟. زرياب..الشحرور يعد زرياب (789 - 857) (173 - 243 ه و هو أبو الحسن علي بن نافع، واحدا من أهم الموسيقيين العرب الذين كانت لهم إسهامات كبيرة وبارزة في الموسيقى العربية والشرقية، و لُقِّب بزرياب لعذوبة صوته ولون بشرته القاتم الداكن، وهو اسم طائر أسود اللون عذب الصوت يعرف بالشحرور. و عن إسهامات زرياب و علاقته بآلة العود بالتحديد فمعلوم أن زرياب الأندلس هو الذي عمد إلى زيادة وتر خامس إلى أوتار عوده اختراعا منه، وهو الذي اخترع بالأندلس مضراب العود من قوادم النسر، بدلاً من مرهف الخشب، وأبدع زرياب في تنسيق الألحان، حتى توهّم أن الجن هي التي تعلّمه. زرياب..الجائزة يعود الفضل في إنشاء هذه الجائزة إلى الفنان المغربي حسن ميكري، رئيس اللجنة الوطنية للموسيقى بالمغرب، و برعاية المجلس الدولي للموسيقى (بيت اليونسكو بباريس)، و هي تعد اليوم من أهم و أرقى الجوائز الوطنية في مجال الموسيقى، حيث تمنح سنويا لإحدى الشخصيات الفنية ذات الانتاج الموسيقي الراقي، و ذلك تحت إشراف لجان مختصة. كثر هم الفنانون من مغاربة و أجانب الذين كان لهم شرف التتويج بهذه الجائزة اعترافا بمساراتهم و عطاءاتهم الفنية، و كان الفنان صاحب الريشة الذهبية في مداعبة أوتار العود الراحل سعيد الشرايبي أول الفائزين بها سنة 2002، لتتعاقب أسماء أخرى لتنضاف إلى الشرايبي في تسجيل اسمها في السجل الذهبي لهذه الجائزة، كالموسيقار و عميد الأغنية المغربية عبد الوهاب الدكالي، مرورا بكل من الفنان المالي دياباتي توماني، صالح الشرقي، و الأصبع الذهبي في العزف على آلة العود الحاج يونس، فضلا عن رشيد الركراكي، ناصر هواري، و سافاس أوزكوك، وصولا إدريس الملومي، رشيد الزروالي، و مارسيل خليفة، بالإضافة إلى نصير شمة، و خوان كارمونا، و أخيرا الثلاثي جبران الفلسطيني.