إذا شفت اللحيا د خاك كتتحسن، اعمل ديالك ف الفزاكا: إذا رأيت لحية أخيك تحلق، فبلل لحيتك وهيئها للحلق. أي لأن ما جاز على المثل يجوز على المماثل. يقال للشخص عندما يقع لأقرانه وأمثاله ما ينتظر أن يقع به هو أيضا. وقد كانت العادة أن الرجال لا يحلقون لحاهم، وإنما يحسنونها بقص ما ذاد منها على المعتاد، وكان حلق لحية الشخص يعد من التمثيل به، إذا كان من أقبح العقوبات التي تعاقب بها السلطات. ويقال في مثل آخر: حسنو لو لحيتو بالغيطا والطبالين: أي حلقوا لحيته حلقا مصحوبا بضرب الطبول والنفخ في المزامير، زيادة في إهانته والتشهير به، وذلك حينما كان يعمل عملا يقتضي عقابه واحتقاره وإهانته ومس شرفه وإذالة علامة رجولته. أما حلق اللحية الآن فقد صار هو عادة الشيوخ، فضلا عن الكهول والشبان، وربما وقعت السخرية من الذين لا يحلقون. ولكل زمان عوائده. ولا غرابة أن يعيد التاريخ نفسه، ومن يعش يره. بيت: من حلق لحية جار له فليسكب الماء على لحيته بعضهم: النهار فاش تشوف لحية خوك تحسنت، ابد تفزك لحيتك. للمؤلف: محمد داود تحقيق: حسناء محمد داود منشورات باب الحكمة (بريس تطوان) يتبع...