بحال المرا د المنحوس، لا مطلق لا محبوس: مثل زوجة النحيس، لا مطلقة لا محبوسة. المنحوس من النحس، أي القليل الحظ، البعيد عن اليمن والسعادة. وزوجة الرجل المنحوس يلحقها نحسه وشؤمه، فيهجرها أو لا يقوم بواجباتها فتبقى ضائعة لا هي متمتعة بنعم الزوجية، ولا هي مطلقة الحرية يمكنها أن تتزوج غيره. يقال في الشخص الحيران الذي يبقى أمره معطلاً أو تحت سلطة غيره، فلا هو متمتع بحريته يتصرف في شؤونه كما يشاء، ولا هو مقيد تقييداً له فيه فائدة ومصلحة. و(المرا) تطلق عندنا على الزوجة . بحال مزلوط اليهود، لا دنيا لا آخرا: مثل فقير اليهود، لا دنيا لا آخرة. يقال في الشخص الكسول الذي لا يعمل ولا يجد ولا يجتهد ليعيش غنياً أو مستوراً في حياته، والبخيل بأعضائه، فلا يقوم بعبادة ربه لينجو من بعد مماته. وسيأتي قولهم: بحال اليهودي المزلوط … إلخ. بحال المعلم د الفران، وجهو للنار وطهرو للعار: مثل معلم الفرن، وجهه للنار وظهره للعار. أي إن طباخ الخبز وغيره بالأجرة في الفرن العمومي، يواجه النار ويقابلها، وعند طبخ الخبز يتتبع حاله حتى لا يحترق، وعندما يقع منه تقصير، أو يحصل له في بعض مطبوخاته ما يكره، يسمع من اللاتي يطبخ لهن ما يسوءه. يقال في الشخص الذي يعمل ويكد ويتعب، ولكنه لا يكاد يرى ما يسره أو يسمع ما يرضيه. وبعض الناس يقولون هذا المثل في بعض الموظفين الثانويين الذين يتلقون من الإدارات الرسمية أوامر تورطهم أمام الناس وتجعلهم بين نارين، فالسلطات العليا تشرع على هواها، ثم تأمر بالتنفيذ، جاهلة أو متجاهلة ما يستطاع تنفيذه وما لا يستطاع، والناس يعترضون ويحتجون، ومنهم من يصخبون ويسبون بالحق وبالباطل. وقديماً قبل: إن نصف الناس أعداء *** لمن ولي الحكام، هذا إن عدل والحق أن عدداً من أرباب السلطة متعجرفون متعنتون، لا تعرف الشفقة والرحمة إلى قلوبهم سبيلاً، وأن كثيراً من الناس غير منصفين، فلو أنصف هؤلاء وأولئك، لاستراح الناس أجمعون، فيا أيها الناس، عليكم بالإنصاف إن كنتم تعقلون. بحال المقابر د اليهود، البيوطا وقلة الرحما: مثل مقابر اليهود، البياض وقلة الرحمة. من عادة اليهود عندنا أنهم يبيضون مقابرهم وما حولها بالجير، وهي عادة نقلوها كما نقلها المسلمون من قبلهم من الأندلس، لأن يهود تطوان جلهم من متأخري المنتقلين من الأندلس إلى تطوان، بدليل لغتهم الإسبانية. يقال في القوم الذين تدل مظاهرهم على الوجاهة والرفاهية والفضل، ولكنهم بخلاء لا يستفيد منهم أحد. وقد يقال في الشخص الذي حاله كذلك، أي حسن الظاهر قبيح الباطن. بحال المقداف، خلوق الغابا وترابي البحار: مثل المجداف، يخلق في الغابة ويتربى في البحر. المقداف هو الخشبة الطويلة التي تسير بها الفلك والقوارب في الأنهار والبحار. يقال في الشخص المتعود للخشونة والأتعاب والمشاق، ويتحمل ذلك كشيء عادي، ولو كان بعيداً عن النعومة والرفاهية . بحال المقص، ما كيجري غير في الخسارا: مثل المقص، لا يسعى إلا في الخسارة. أي لأن المقص يستعمل للقطع بدل الوصل، وللتفريق بدل الجمع، إذ به تقطع الثياب وغيرها، فيصير المقطوع به قطعاً يبدو لرائيها أنها لا تصلح لشيء يقال في الشخص الذي لا يسعى إلا في الفساد والوقيعة، ولا يسر إلا عند الخسارة والقطيعة. بحال المسيفيا، ما حداه كندور وهي كتتعرى: مثل المسيفية، ما دامت تدور وهي تتعرى. المسيفية، آلة من آلات الدرازين (النساجين أصحاب الأنوال)، وبعض الشرقيين يسمونها (الحلالة)، وتصنع من خشبات صغيرة أطول من الذراع، في شكل شبه مخروط، وتستعمل لتحويل الخيوط الطويلة إلى خيوط قصيرة على قدر الحاجة، بجعلها على قطب من الحديد فتدور عليه كالرحي، وكلما دارت، نقص ما يسحب منها من الخيط. يقال في الشخص السيء الحظ الذي لا يزيده السعي والكد إلا خسارة وحرماناً. العنوان: الأمثال العامية في تطوان والبلاد العربية للمؤلف: محمد داود تحقيق: حسناء محمد داود منشورات باب الحكمة (بريس تطوان) يتبع...