قصائد ومرثيات…. مات المبجَّل قصيدة الدكتور محمد الروكي[1] إلى روح الفقيد الداعية الرباني والمربي الكبير وأستاذ الأجيال الذي صنع الرجال الأقوياء الأمناء الذين غرس فيهم مبادئ الإسلام وقيمه السامية وأخلاقه العالية, ورباهم على الوسطية و الاعتدال وحب الخير ونشر الأمان الروحي والاستقرار النفسي والسلم الاجتماعي. إلى روح العلامة الفقيه سيدي العياشي أفيلال أهدي هذه القصيدة تخليدا لبعض مناقبه واعترافا ببعض مكارمه رحمه الله تعالى. هتَفَ النَّعِي على المسامع وانفَتَلْ *** بِحديثِه يُجْري المدامِعَ والمُقَلْ لَهْفِي على الآذَانِ تسمعُ قولهُ *** نجْمٌ بتطوانَ الحبيبةِ قد أفَلْ خَفَقَ الفؤادُ لوقْعِه مُتَأَثِّراً *** بِفِرَاقِهِ ومن الحرارةِ قَد سَأَلْ: ماذَا أَرى ؟ماذَا يدك مسَامِعي ؟ *** باللهِ يا تِطوانُ ماذا قد حَصَلْ ؟ ماذَا سمعتُ ؟وهل صحيحٌ أنَّه ؟ *** صَعِدَ المُبَجَّلُ للسماءِ على عَجَلْ آهٍ تَأَكَّدَ مَا سَمِعْتُ وَأَنَّه *** بَلَغَ الكِتَابُ بِرَبه ذاكَ الأَجَل مات المبجَّلُ أَفِلاَلُ مُسَبِّحاً *** ومكَبراً لله, يَحْدُوه الأمَل مَات المبجَّلُ ناصِحاً ومُوجِّها *** بثَبَاتِه وَعَزِيمةِ الشَّهمِ البَطَلْ مات المُبجَّل دَاعياً ومُرَبياً *** أَعْطَى لِتِطْوانَ النموذجَ والمَثلْ مَاتَ المُعَلمُ واثقاً مُسْتبْشراً *** واصَّعَّدَت أنفاسُه تهَبُ القُبَل لهْفِي على طُلاَّب مَعهدِ مَالكٍ *** واليُتْمُ يفعلُ فيهمُ فعلَ الأسَلْ كان الأبَ المحبوبَ فِي حَلفاتهِم *** مِن وجهِهِ يَبدُو التواضعُ والخَجَلْ لَم تُلهِهِ عَنهُم خُويصة نفسِه *** لم يَثنِه لهوُ الحدِيثِ ولا غَزلْ لهْفي على تطوان تندُب حظَّها *** وتودِّع الشيخَ الجليلَ وقد رحلْ لهفِي على الآلافِ يحرقُها الأسَى *** ويُذِيبُها ألمُ الفراقِ وما حمَل ولنا العزاء بغرسِه ونبَاتِهِ *** وبهذِه الأنْوارُ أوقَدها الرَّجُل إن مات ما ماتتْ شمائلُه التي *** تبقى مناراً عالِيا فوقَ الجبلْ إن ماتَ ما ماتَتْ عزمته التي *** قد مزَّقَت فِي الناسِ أذيالَالفَشلْ إن ماتَ ما ماتَتْ وصاياهُ التي *** قد أيقظتْ فينَا العزائم والعَمَلْ فالله يرحمُه ويجعلُه لدَى *** أعلَى الجِنانِ ويُلبسُه الحُلَلَ
محمد الروكي سلا في :3 ربيع الأول 1442ه/20102020م قَصيدة في مُوَاسَاةُ الأَحِبَّةِ لِلشَّيْخِ العِيّاشِي أَفِيلال أَعْفَاهُ اللهُ مِنْ نَازِلَةِ الوَبَاءِ [1] رئيس جامعة القرويين (سابقا). نقلا عن كتاب: "وارفات الظلال فيما فاضت به القرائح من محاسن الشيخ العياشي أفيلال" سيرة ومسيرة حياة رجل بأمة للمؤلف الدكتور عبد الكريم القلالي